نظم المركز الثقافي المغربي بمونريال والمعهد الإسلامي بمونريال، مساء السبت بمقر "دار المغرب"، حفل إفطار دعي له عدد من أعضاء الجالية المغربية بكندا والعديد من الشخصيات الكندية من مختلف المشارب والأصول والمعتقدات لمشاطرة إفطار الصائمين في أجواء مفعمة بالمودة والبهجة. ويروم هذا الإفطار الرمضاني، المنظم لأول مرة ب "دار المغرب" تحت شعار "معا من أجل تشجيع التعددية والحوار بين الثقافات والأديان"، تعزيز الحوار والحث على التقارب بين مختلف الجاليات الدينية والعرقية التي تشكل المجتمع الكندي المتعدد الجذور. ويجسد حفل الإفطار هذا، الذي تميز بحضور على الخصوص سفيرة المغرب بكندا نزهة الشقروني والقنصل العام للمغرب بمونريال حبيبة الزموري، إرادة المنظمين للاحتفاء بالتعددية وتشجيع القيم والمبادئ الأصيلة للإسلام المعتدل الذي يدعو إلى التسامح والانفتاح والعيش المشترك. وفي أجواء طبعتها الموسيقى المغربية العريقة لمجموعة "أفنان" للموسيقى الأندلسية، شكل الحفل مناسبة أيضا لتجديد اللقاء مع أعضاء الجالية المغربية بكندا المتمسكة بهويتها الثقافية والدينية ببلد الإقامة، رغم الحنين الذي يشدها إلى الوطن الأم. وفي كلمة بالمناسبة، نوهت الشقروني بهذه المبادرة الرائعة التي تجسد دينامية وإرادة "دار المغرب" للتعريف ونشر الثقافة المغربية وقيم التضامن والانفتاح، مضيفة أن هذا اللقاء يعد لحظة ود ووئام يلتئم خلالها أشخاص من مختلف الثقافات والأديان في هذا البلد، كندا، الغني بتعدديته الهوياتية. وأوضحت أن رسائل التسامح والحوار والمحبة تتواجد في الأديان التوحيدية الثلاثة و"تدعونا جميعا إلى معرفة الآخر وعدم السقوط في الطائفية، والانكفاء على الذات، والتعصب الأعمى والجهل"، مشيرة إلى أنه في هذه "الأزمنة المتميزة بعدم اليقين، يتعين أن تنتصر هذه الرسائل ويتعالى صوتها بيننا، رسائل رفض الكراهية والبغضاء والعنف والإرهاب". من جهة أخرى، أكدت الشقروني أنه تماشيا مع الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم بناء النموذج المغربي منذ اعتلاء جلالته العرش حول ركيزتين أساسيتين تتمثلان في الديموقراطية الشاملة لكل الروافد، وضمان توجه ديني وروحي يقوم على الإسلام المعتدل والمنفتح، الذي يدعو لقيم السلام والتضامن والتراحم. وأشارت إلى أنه لمواجهة التحديات الكبرى اليوم، والمتمثلة في احتواء التطرف، تعتبر التجربة المغربية في مجال تكوين الأئمة ونقل هذه التجربة من خلال مشاطرتها ووضعها رهن إشارة البلدان الإفريقية الشقيقة، بل والأوروبية أيضا، الرد الفعال على انتشار هذا الخطر، وحماية أنفسنا بشكل جماعي منه. من جهته، اعتبر مدير "دار المغرب"، جعفر الدباغ، أن هذا اللقاء يدخل ضمن الجهود المبذولة من قبل المغرب لتوحيد هذه التعددية من أجل المصير المشترك والتصدي للتوترات الثقافية والهوياتية التي تزداد بروزا، من خلال بناء الجسور بين مختلف الجاليات. ولاحظ أن الامر لا يتعلق فقط بمشاطرة وجبة الإفطار، لكن بالعمل بشكل مشترك من أجل بناء جسور جديدة من خلال التبادل الإنساني، الذي يظل أفضل نقطة انطلاق لكل تبادل ثقافي، مبرزا أن تحديات التعدد غالبا ما يتم تجاوزها من خلالها هذه المبادرات التي تحث على العيش المشترك. وبعد أن أشار إلى التهديد المتنامي لخطابات التطرف التي تذكي النعرات الهوياتية والخوف من الآخر، أضاف أن المركز الثقافي المغربي يطمح لان يساهم بشكل فعال في تشجيع التعددية، وأن يشكل ملتقى لكل الثقافات، وفضاء للتبادل والحوار، وبوتقة تنصهر فيها الثقافات والأديان بمونريال. من جهتهم، شدد مدير المعهد الإسلامي بمونريال، محمد خالد، وعدد من المتدخلين (من بينهم إمام وقس وممثل للشعوب الأصلية) على ضرورة العيش المشترك في جو من التناغم تطبعه قيم المحبة والسلام والاحترام المتبادل لضمان وحدة وتلاحم المجتمع. كما أبرزوا أهمية قيم الحوار والمشاطرة والتعاون والأخوة، مشددين على أنه من الأساسي الانفتاح على معرفة الآخر والتقارب بين الناس دون ميز من أجل تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وتشجيع التعددية، في مختلف أشكالها، من أجل بناء مجتمع متعدد ومتضامن.