الخبرة المغربية في محاربة الإرهاب التي نالت في العديد من المناسبات تنويها وتقديرا كبيرين من مسؤولين كبار سواء في أوروبا أو أمريكا، جاءت المناسبة مرة أخرى للحديث عنها وهذه المرة بعد أن رفع المغرب تنسيقه مع حلفائه الأوروبيين إلى مرحلة أكثر تطورا. وقالت مصادر مطلعة أن المغرب يسير في اتجاه خلق خلية أمنية مشتركة، مع كل من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا تشتغل على مدار ساعات اليوم، مهمتها الرفع من التنسيق إلى أقصى الدرجات بين مختلف الأجهزة الأمنية المهتمة بالاستخبار سواء الداخلي أو الخارجي، مع تبادل وتحيين المعلومات والبيانات الخاصة بالإرهابيين والمتطرفين بأقصى درجات السرعة وذلك كمقدمة لخلق فرق أمنية مشتركة قادرة على مواجهة المخططات الإرهابية، قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ. وتقول المعطيات ذاتها، أن استهداف فرنسا وبلجيكا في الشهور الأخيرة بالعديد من العمليات الإرهابية والتي لم تتمكن كل أجهزتهما الاستخباراتية من توقعها، أثار ويثير إلى الآن التساؤل حول ماهية الخلل في العمل الاستباقي لأجهزة المخابرات الفرنسية والبلجيكية سواء الداخلية منها أو الخارجية، بالإضافة إلى التغير في استراتيجية «داعش» بالاعتماد سواء على ذئاب منفردة غير معروفة لدى الأجهزة الأمنية أو عناصر أجنبية، قد أصبحت فعلية وخطيرة لاسيما بعد أن نجحت هذه الاستراتجية في توجيه ضربات موجعة للبلدين السالفي الذكر الأمر الذي حتم الانتقال بالتنسيق إلى أقصى الدرجات.. ارتباطا بالموضوع ذاته، قالت تقارير استخباراتية عديدة نقلها عملاء مخابرات يشتغلون في الحدود مع سورياوالعراق، أن عشرات الإرهابيين الدواعش المتمرسين من بينهم مغاربة، قد وصلوا الحدود السورية – التركية والسورية – الأردنية، وذلك فرار من الضربات والقصف والحصار على التنظيم الإرهابي في كل من مدن الرقة وحلب ومنبج والمثلث السني في العراق. التقارير ذاته، قالت إن الإرهابيين الفارين ينتظرون فقط الفرصة من أجل الانتقال إلى العديد من البلدان بما فيها أوروبا وشمال إفريقيا والمغرب غير مستثنى من ذلك، حاملين معهم خبرات كبيرة في القتال والاغتيال وصنع المتفجرات وتفخيخ السيارات، وهي أخطار محدقة قالت المصادر ذاتها، أنها أحد الأسباب التي سرعت برفع التنسيق الأمني والاستخباراتي بين المغرب وشركائه إلى درجة خلق خلية مشتركة لمواجهة أخطار الإرهاب، تشتغل على مدار الساعة ودون توقف. للإشارة فباريس وبروكسيل ومدريد أصبحت تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستباقية التي تقدمها الأجهزة الاستخباراتية المغربية، والتي أبانت عن أهميتها في أكثر من مناسبة بعد أن ساهمت في إنقاذ البلدان الثلاثة من العديد من العمليات الإرهابية التي كان يتم التخطيط لها.