بثت بعض مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يشكك فيه صاحبه في مادة يستعملها الأطباء لتخدير المرضى أثناء قيامهم بالعمليات الجراحية، ويقدم معلومات خاطئة ومغالطات عن هذه المادة المخدرة. والأدهى من ذلك، أن عددا من المنابر الاعلامية روجت، من جانبها، لهذه المغالطات الخطيرة والتي لا أساس لها من الصحة. وكان حريا بصاحب هذا الشريط أن يراجع معلوماته الطبية والممارساتية سواء على الصعيد الوطني أو على الصعيد الدولي. ذلك أن مادة « Halothane » لاتزال تستعمل في كل دول العالم ولم تمنعها أي دولة، بل تضعها منظمة الصحة العالمية ضمن لائحة الأدوية الأساسية التي يجب توفيرها واستخدامها من طرف السلطات الصحية على الصعيد العالمي، وتوجد ضمن آخر اصدار لمنظمة الصحة العالمية الخاص بالأدوية الأساسية (19 أبريل 2015 والمراجع في نونبر 2015). كما أن منظمة الصحة العالمية توصي باستعمال هذه المادة في نطاق التخدير لفائدة البالغين وكذا الأطفال، وللمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى البوابة الالكترونية الرسمية للمنظمة: http://www.who.int/medicines/publications/essentialmedicines/en/. الى جانب ذلك فإن فرنسا لاتزال تحتفظ برخصة الاذن بالبيع في السوق لمادة « Halothane » الى اليوم (حسب الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمواد الصحية (: http://www.ansm.sante.fr/searchengine/detail/(cis)/69372597. كما نجد مختبرين لهما رخصة الاذن بالبيع في السوق الفرنسية لمادة « Halothane » في الجريدة الرسمية الفرنسية لسنة 2007 وهي سارية المفعول إلى حدود اليوم http://social-sante.gouv.fr/IMG/pdf/bo0702-2.pdf. إلى جانب ذلك فإن هذه المادة لاتزال مسوقة ومستعملة في كندا، ويمكن التأكد من ذلك في الموقع الرسمي لوزارة الصحة الكندية. http://webprod5.hc-sc.gc.ca/dpd-bdpp/dispatch-repartition.do?lang=fra#ahfsFoot وتجدر الإشارة إلى أنه ظهرت مواد جديدة للتخدير والانعاش ك « Sevoflurane » و « Isoflurane » وهما مادتان حديثتان، ومثلما هو الأمر بالنسبة لباقي الأدوية، فإن لهاتين المادتين تأثيرات جانبية، ويشترط استعمالهما تجهيزات دقيقة باهظة الثمن، بالإضافة إلى تكوين خاص لأطباء وممرضي التخدير والانعاش. وثمنهما باهظ، قد يصل 6 مرات ثمن « Halothane ». في حين فإن استعمال مادة « Halothane »، باحترام طريقة حسن الاستعمال، أثبتت نجاعتها وفعاليتها، وتستعمل في المؤسسات الصحية المغربية منذ ستة عقود، كما هو الشأن بالنسبة لباقي دول العالم. وهذا ما جعل السلطات الصحية في كل أنحاء العالم مقتنعة بأهمية وفاعلية مادة « Halothane » تاركة الصلاحية لمهنيي التخدير والإنعاش لاختيار المادة المناسبة سواء « Halothane »أو « Sevoflurane » أو « Isoflurane ». ولذلك فإن وزارة الصحة، ووعيا بمسؤوليتها تجاه صحة وسلامة المواطنات والمواطنين، فإنها تطمئن الرأي العام، وتؤكد أن ما ورد في هذا الشريط مجرد ادعاءات وافتراءات كاذبة تنم عن جهل صاحبها بأبسط قواعد الاشتغال في ميدان الانعاش والتخدير، بل يظهر أن هذه المعلومات مملاة عليه من جهات ذات نوايا مغرضة، تستهدف التشكيك في الخبرات والكفاءات المغربية التي تزاول في مجال التخدير والانعاش داخل المؤسسات الصحية بالمملكة، وتبخس جهود كافة العاملين والمسؤولين بقطاع الصحة. وبالتالي فإنها تستهدف السياسة الدوائية ببلادنا بصفة خاصة والسياسة الصحية بصفة عامة. ومن هنا فإن وزارة الصحة تدعو وسائل الاعلام، المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية، إلى ضرورة التأكد من صحة المعلومات ومصداقية مرجعيتها قبل النشر تجنبا لكل ما من شأنه بث مغالطات وأخبار زائفة خاصة حينما يتعلق الأمر بصحة وسلامة المواطنات والمواطنين.