مدريد, 27-5-2016 (أ ف ب) - ملعبان ضخمان، حانات مزينة، قمصان موقعة وشعارات ريال واتلتيكو في جميع انحاء مدريد. آثار طرفي العاصمة قبل مواجهتهما في نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم السبت في مدينة ميلانو الايطالية موجودة في كل مكان. ملعب سانتياغو برنابيو الخاص بريال مدريد معلم بأعمدة اسمنتية يتسع الى 81 الف متفرج (الرابع في اوروبا)، وهو مقر النادي الذي حصد لقب البطولة القارية الاولى 10 مرات (رقم قياسي). شيد الملعب في منطقة ثرية بالقرب من حي الاعمال التجاري الذي يغص بالابراج العالية شمال العاصمة. زار متحف النادي الواقع في احشاء المبنى نحو 2ر1 مليون شخص في 2015، وهو الثالث في ترتيب الامكنة الاكثر جذبا للسياح بعد متحف الملكة صوفيا للفن المعاصر (6ر2 مليون شخص) ومتحف برادو (5ر2 مليون). يرى انتونيو ارميرو (52 عاما) عضو مجموعة مشجعي "لا بينيا" التي تحمل اسم "لا غران فاميليا": "كل مرة اذهب الى الملعب اعيش سعادة الطفولة مجددا. عندما افكر بالاسماء الكبرى التي مرت من هنا...". في المقابل، يرى ليو رودريغيز (50 عاما)، المشجع الارجنتيني لاتلتيكو، ان "برنابيو بمثابة المسرح. الناس تصفق او تصفر". ملعب "فيسنتي كالديرون التابع لاتلتيكو يتسع ل54900 متفرج، ويقع في حي ارغانسويلا المتواضع المائل الى الجهة الجنوبية. تحيط به مبان سكنية مغطاة بالطوب الاحمر، ومساحة الاراضي البور ونهر مانساناريس. الاجواء ملتهبة هناك بحسب ما يؤكد "كولتشونيروس". بالنسبة لرودريغيز فان الملعب يشبه الارجنتين اكثر "نغني، نصرخ، نعيش". قال: "كنت في كالديرون ولاحظت مدى كرههم لريال مدريد"، لكن ارميرو يثيره قائلا: "يهتمون بريال اكثر من فريقهم". لكن اتلتيكو لم يعد فريق الفقراء فقط، فقد بنى مركز تدريبه في ماجاداهوندا احدى ضواحي الاثرياء. تأمل ادارته ترك ملعب كالديرون الى ملعب "لا بينيتا" الواقع على طرف المدينة والذي سيصبح جاهزا في موسم 2017-2018. يأسف خيراردو اراندا (75 عاما) عضو النادي منذ 1964 والذي عرف ملعب ميتروبوليتانو القديم الذي هدم في 1960: "انه لامر مخز. لو تشاوروا معنا، لما غيرنا الملعب". في مدريد كل فريق له مشجعيه "بينياس" الذين ينظمون الانتقالات والاحداث. تجتمع "لا غران فاميليا"، احدى اكبر مجموعات ريال مع الف عضو، في حانة انيقة فيها شاشات ضخمة وتبث الرياضة بشكل مستمر، على بعد مئات الامتار عن ملعب برنابيو. يشرح انتونيو ارميرو: "قبل ذلك كنا في حانة اسبانية نموذجية" تقاعد مالكها. تابع: "كانت صالتنا في الطابق الثاني، مع القمصان وصور رؤساء النادي". في المدينة، تجد اعلام اتلتيكو وبنسبة اقل ريال معلقة على النوافذ والشرفات. اذا احرز ريال لقبه الحادي عشر في المسابقة القارية السبت، سيجتاح مشجعوه ساحة سيبيليس ونافورتها المخصصة للالهة سيبيل، امام قاعة المدينة حيث يحتفل الشعب "الابيض" عادة بالقابه. في الماضي، كان كولتشونيروس يحتفلون ايضا بالقابهم، لكن سيقومون بذلك الان على بعد 300 متر الى جنوب شارع برادو، وذلك بجانب نافورة نبتون، معتبرين ان سيبيليس "ملوثة" من قبل منافسيهم. في اسبانيا، تعتبر كرة القدم موضوعا حساسا. تعلن الحكومة الاقليمية الحياد، اذ تعرض على واجهتها في الساحة المركزية في بويرتا دل سول شعاري الناديين. في حي تشويكا العصري، فعلت كنيسة سان انتون الشيء نفسه على ابوابها، لاستقبال المشجعين المتدينين من الفريقين الذين يصرخون عادة "اوبا اتلتي" او "هالا مدريد" في الملاعب. وبالنسبة لاولئك الذين يرفضون الاختيار بين الخصمين، يبقى بعض الاندية المتجولة بين الدرجتين الاولى والثانية، على غرار رايو فايكانو صاحب الهوية الاجتماعية الراسخة والذي يتخذ من حي فايكاس للطبقة العاملة مقرا له، او اندية الضاحية الجنوبية مثل خيتافي والكوركون وليغانيس.