تعيش الرباط على إيقاع عروض الشوارع التي تقام على هامش مهرجان موازين إيقاعات العالم في نسخته الخامسة عشر (20-28 ماي)، الذي تستمتع ساكنة المدينة وزوارها بأجوائه البهيجة، ويجعل من مدينة الأنوار فضاء للاحتفال. وبالمناسبة، ستصدح شوارع العاصمة بإيقاعات ساحرة ورقصات مدهشة في أجواء احتفالية زاهية تدعو السكان إلى التخلص من روتين الحياة اليومية والاستمتاع بفسحة فنية مفعمة بالرقص والغناء، في فضاء مفتوح ومفعم بالرموز يؤدي فيه الفنانون بكل حرية عروضا غنية بالألوان. ويعد مفهوم مهرجانات الشارع مفهوما ذائع الصيت في العالم، ووسيلة ثقافية واجتماعية للتنشيط ، وورشا موسيقيا في الهواء الطلق حيث يعيش الممثلون و المتفرجون لحظة انغماس خالصة بعيدا عن عراقيل المسرح، انها لحظة متقاسمة من الاستمتاع حيث يغيب الزمن ليترك مكانه لسحر الألوان و جمالية الحركة . وفي برنامج هذه التظاهرة المتنقلة، حفلات مختلطة لمجموعة من الفرق الشبابية المغربية "أوفر بويز أورجنال"، و"أوستينا تونو"، و"تكتكات مراكش، و"باتوكلون" دعوا الساكنة، من خلال عروض رائعة، إلى الموسيقى و الرقص. وبين يومي السبت و الثلاثاء، التقت مجموعتان موسيقيتان لإدخال البهجة في شوارع الرباط . فقد عزف أفراد مجموعة "أوفربويز"، التي بلغت نصف النهاية لجيل موازين 2012 ونهائي برنامج عرب كوت تالنت، موسيقى حيوية ومثيرة، تتخللها أصوات وإيقاعات مدهشة، وتتجاور في البرنامج، السامبا والباتوكادا مع الهوبا هوب والسالسا، أضفت عليها الفنانون لمسة مغربية. واقترحت المجموعة السلاوية "أوفربويز أوريجينال" موسيقى كهربائية مكونة من نوتات ملونة على إيقاعات مضيئة استلهاما من ثقافات متعددة، ما منح الجمهور كوكتيلا متألقا . وأدخل الحفل، الذي قدمته مجموعة الايقاع "أوستينا تونو "، البهجة على قلوب الجمهور بأسلوب مستلهم من التراث المغربي الذي يزاوج بين الشعبي والموسيقى الافريقية، مرورا بالموسيقى الامازيغية والكناوية. وتمنح مجموعة "تكيتكات"، التي سيكون لسكان مدينة الرباط موعد معها يوم السبت القادم، موسيقى جماعية وإيقاعا متعددا وموسيقى الكورال . وفي البرنامج أيضا كوميديا موسيقية مستوحاة من سنوات الستينيات، تقترح ثقافة مدنية وحياة عصرية، وتقدمها مجموعة إيقاعية وفنانون من سيرك "باتوكلون". وقد قدمت المجموعة، التي تأسست سنة 2014، صورة عنها من خلال الاشتغال على ضروب متنوعة من الحفلات. وتفرض حفلات الشارع نفسها خلال كل دورة من مهرجان موازين – إيقاعات العالم كلحظة للثقافة و التضامن. وبالتوازي، تمكن مجموعات من ان تعرف بنفسها ، ولفنانين شباب أو متمرسين من اظهار مدى تقدمهم . وفي هذه السنة، ستكون عروض الشارع في الموعد لمدة تسعة أيام مع مجموعات مغربية قدمت من مناطق مختلفة من البلاد. وقد أضحى موازين ، وهو حدث مهم ضمن الأجندة الثقافية المغربية، اليوم حدثا مرادفا للسفر والتواصل . فهو احتفاء لا نظير له يحول كل سنة مدينة الرباط إلى مسرح كبير في الهواء الطلق، حيث احتفالات الشارع و العروض تجعل من العاصمة كرنفالا بهيجا من الأصوات و الألوان.