شهدت الطريق الوطنية الرابطة بين فاسومكناس بعج منتصف ليلة "الأحد/الاثنين" مطاردة هوليودية لحافلة ركاب محملة بشحنة كبيرة من السلع المهربة القادمة من الناظور، فرت من حاجز للدرك الملكي، بسبب ما تحمله بصندوق بضائعها وتحت الكراسي وفوقها من قناطر مقنطرة من منتوجات الجارة إسبانيا، عبارة عن مواد غذائية مشكوك في صلاحيتها وأغطية. السائق رفض التوقف وزاد من سرعة المحرك إلى الدرجة القصوى، وهو السلوك الذي أثار شكوك وغضب عناصر الدرك الملكي، ليطلقوا بدورهم العنان إلى محركات آلياتهم، لتستمر المطاردة ساعات من الزمن، قبل أن تنتهي أطوارها بمدينة مكناس وخصوصا بحي "سيدي بابا" الشعبي، حيث استقر رأي السائق الفار على الانعطاف يمينا لتمويه الدرك، دون أ يدري أن يلج حيا متشعبا ذو كثافة سكانية عالية جدا، وأزقة ضيقة، دخل إحداها دون أن يجد مخرجا ومفرا، وبالمقابل وجد شباب الحي من عشاق الليل والسمر، مرددا عبارة "الجدارمية وراءكم و سكان حي سيدي بابا أمامكم" فلم يجد من حل سوى النفاد بجلده ومن معه، تاركين خلفهم الملايين من البضائع والسلع المهربة. الدرك الملكي بدورهم حسب مصادر "أحداث أنفو" توقفوا عند مدخل الحي، مخافة أن يكون من الأحياء التي ينطبق عليها المثل "داخله مفقود وخارجه مولود"، وفي هذه اللحظات بين تردد الدرك من إتمام المطاردة المغامرة وتفادي المفاجآت غير المحمودة العواقب، وفرار سائق الحافلة ورفاقه، كان سكان الحي المذكور قد هرولوا مسرعين نحو " الكنز " الذي نزل من السماء، جلبوا أكياسهم وعرباتهم وأفرغوا الحافلة عن آخرها إلا من الهواء، في انتشاء وزهو بالغنيمة كما يروج داخل الحي أن البعض عثر على كمية من المخدرات "الحشيش" ضمن أكياس السلع المهربة، وهي سبب إقدام السائق على خوض مغامرة الفرار، التي انتهت بضياع الشحنة وحضور عناصر الأمن الوطني لمكناس الذين باشروا التحقيقات قبل قطر الحافلة وإيداعها المحجز.