سيناريو الموسم المنصرم يعاد من جديد بشاطئ مرتيل، أول غريق يلقى حتفه بهذا الشاطئ «الغدار» كما يسميه أهل المدينة أنفسهم، طالب في كلية الحقوق يتحدر من مدينة وزان، أغرته لفحات الشمس الساخنة مساء يوم السبت المنصرم، فأراد الخروج من ضغط الامتحانات وضغط الحياة الطلابية، فاختار برفقة زملاء له الاستجمام بشاطئ مرتيل. كان الطلبة الأربعة مع بعضهم يسبحون في شاطئ لا يتوفر على منقذين، فالفترة الصيفية لم تنطلق بعد، وتحذيرات أطلقها فايسبوكيون منذ أيام تحذر من السباحة هاته الأيام في غياب المنقذين، وفي وقت لازال البحر فيه هائجا وغير مستقر. لكن يبدو أن الطالب الشاب لم ينتبه لكل هذا، أو اعتقد أن بمقدوره مقارعة شاطئ مرتيل، فما كان إلا أن لقي حتفه غرقا بين رفاقه، الذين اختفى عنهم في لمح البصر. فوجئ رفاق الشاب عبد القادر البالغ من العمر 21 سنة، به غير موجود ضمنهم وهم يسبحون، فتشوا عنه هنا وهناك معتقدين أنه خرج أو يداعبهم ويريد أن يبث الرعب فيهم، لكنهم لم يجدوه مما دفعهم لإشعار مصالح الوقاية المدنية، وبدء عملية البحث عنه التي دامت زهاء الساعة والنصف، قبل أن يتم العثور عنه جثة هامدة، وقد فارق الحياة منذ لحظة اختفائه أي منذ الساعة وزيادة. مئات من المواطنين ممن حجوا مساء السبت لمرتيل، كفضاء للتجول، تجمهروا في محيط مكان البحث على الطالب المختفي، وازداد عددهم أكثر لحظة إخراجه من المياه ونقله على متن سيارة للوقاية المدنية، وهو جثة هامدة، وخلف الحادث حزنا عميقا في صفوف من حضره ومن سمع عنه، وكثرت المطالب وارتفعت الأصوات التي تطالب بتحميل المسؤولية للسلطات المحلية والمجلس الجماعي، لكونهم لم يضعوا تحذيرات ولم يمنعوا السباحة أو يوظفون منقذين للسباحة مبكرا. الضحية الأول تم تسجيله هاته السنة، بعد أن كانت الأسابيع السابقة لانطلاق الموسم الصيفي بشكل رسمي، 15 يونيو السنة المنصرمة، حبلى بالضحايا من أعمار مختلفة، حتى أن العدد قارب العشرة، في أقل من 20 يوما، بسبب السباحة في شاطئ غير محروس وخطير جدا، فرغم الحرارة التي تغري إلا أن السباحة في شاطئ مرتيل تبقى خطرا حقيقيا، ومقبرة للكثيرين. فايسبوكيون وفاعلون بمرتيل، طالبوا من خلال تدوينات مختلفة السلطات المحلية بالتدخل، لمنع السباحة بشكل نهائي بالشاطئ خلال هاته الفترة التي لا يتواجد بها منقذون، أو تشغيل عدد من المنقذين في هاته الفترة ما دام هناك راغبون في السباحة، على أساس توفير أعداد أخرى في فترات الذروة. مقابل ذلك رأى البعض أن الكل مسؤول عن تصرفاته وعما يقوم به، خاصة وأن الشاطئ معروف عليه خطورته. مصطفى العباسي