ويستمر الوضع على ما هو عليه، بل ويزداد سوءا يوما بعد يوم، بكلية العلوم بتطوان، حيث يقاطع الطلبة الإلتحاق بمدرجاتهم، ويعمد بعضهم لفرض سيطرتهم على الجميع، لإلزامهم باستمرار المقاطعة، وتعطيل عمل الكلية ومرافقها عنوة، رغم الحوار الذي فتح مع عمادة الكلية ورئاسة الجامعة، ورغم تنفيذ جل المطالب الأساسية. ففي تطور غريب، أقدم بعض الطلبة المحسوبين على "مناضلي أ.و.ط.م" بكلية العلوم على عرقلة السير الطبيعي للعمل بالكلية، بحيث لم يكتفوا بمقاطعة الدروس منذ ثلاثة أشهر، حارمين مئات من الطلبة والطالبات من العودة لمدرجاتهم، بل عمدوا لتشميع وإغلاق بعض المرافق الإدارية للكلية، مستعملين سلاسل وأقفال حديدية مع منع أي كان من الإقتراب منها، بما فيها المختبرات ومكاتب الأساتذة. أمر استغرب له الجميع، ورأى فيه تحديا سافرا وخروجا على الخط النضالي المعروف والتاريخي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، خاصة بدخول المقاطعين أو من يدير هاته المعركة النضالية لوحده، في صراع مع الجميع، إدارة، أساتذة، طلبة، محامون وحتى إعلاميون ممن ساندوهم في البداية فانقلبوا عليهم.. بل وأهالي عدد كبير من الطلبة وحتى نقابة التعليم العالي. وفي رد فعل مباشر، نفذت النقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية العلوم بتطوان، صبيحة يوم الأربعاء المنصرم، وقفة احتجاجية شارك فيها أساتذة الكلية، وذلك احتجاجا على الممارسات التي يقوم بها طلبة الكلية من خلال استمرار مقاطعة الدروس وإغلاق مقرات الشعب والمختبرات ومنع الأساتذة من القيام بمهامهم داخل الكلية . وأعلن أساتذة الكلية، في تصريحاتهم وبياناتهم، عن استنكارهم وتنديدهم بهذه الممارسات التي أعتبروا أنها تجاوزت كل الحدود ، وطالبوا بوضع حد لهذا التسيب الذي أصبحت تعرفه كلية العلوم. وفي ختام الوقفة عقد أعضاء المكتب النقابي والأساتذة المشاركين في هذا الإحتجاج لقاءا مع عميد الكلية وإدارييي المؤسسة بأحد مدرجات الكلية، وذلك لمناقشة الأزمة التي تعيشها الكلية والحلول الممكنة للخروج من هذا الوضع. وتزامنا مع وقفة نقابة التعليم العالي، أصدرت رئاسة الجامعة بيانا أو بلاغا، لم يكن في المستوى المطلوب، وفق بعض المصادر المقربة، وكان "معوما" بمجموعة من العبارات و"الدخول والخروج في الهدرة"، تفاديا للدخول في مواجهة مباشرة مع الطلبة المقاطعين، ملتمسة منه العودة لمدرجاتهم. دون ان تشير لأية إجراءات أو ما يمكن القيام به لإنقاذ الموسم الدراسي الذي يكاد ينتهي. وحمل البيان دعوة للطلبة للعودة للدراسة، فيما كانت باقي فقراته مجرد عبارات عادية، وغير مفهومة أحيانا، عدا تأكيد رئاسة الجامعة على أن الحوار الذي تم مع العمادة ومعها، اسفر عن نتائج إيجابية وتم تحقيق مطالب الطلبة البيداغوجية، فيما المطالب المادية يجري النقاش بخصوصها مع الجهات المعنية، وهي أمر له صبغة وطنية اكثر مما هو محلي أو يخص فقط طلبة كلية العلوم، من قبيل الحي الجامعي والمطعم والمنحة وغيرها.