ظل مشارك ثامن في قضية مقتل موظف بالبرلمان الذي يدعى «فريكة» حرا طليقا رغم أنه كان موضوع مذكرة بحث وطنية منذ سنة 2011، بعد أن عثر على جثة الموظف بالغرفة التشريعية الأولى، الذي كان يقطن بالمدينة العتيقة لسلا، مقتولا وجثته متحللة بإحدى الغابات المعروفة ب«كريفلة» ضواحي مدينة الرماني، بعد أن دام الاختفاء 20 يوما عن منزله، ومقر عمله حينئذ. وكان هذا الموضوع شغل الرأي العام في تلك المرحلة، وأسال كثيرا من المداد، كون الهالك تم اختطافه بحي التقدم بالرباط، وتم احتجازه وتصفيته من قبل ثمانية منحرفين على متن سيارته، كما ستبين الأبحاث التي قامت بها الشرطة القضائية الولائية بالرباط، بعد أن تم العثور على جثة الهالك متحللة بإحدى الغابات الواقعة بطريق الرماني ضاحية إقليمالخميسات، وعلى ضوء نتائج التحقيق التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية الولائية بالرباط تم الوصول إلى أول متهم بتاريخ 13 مايو 2011، ومن ثمة قاد التحقيق عبر مراحل إلى الإطاحة بستة مشاركين آخرين من دوار الحاجة في عملية الاختطاف والتصفية الجسدية. لكنه خلال عملية التحقيق التي بوشرت حينئذ كان ذكر اسم مشارك ثامن يدعى «فريكة» الذي ظل في حالة فرار منذ سنة 2011، ولما عين عادل لباردي رئيسا للشرطة القضائية بالمنطقة الإقليميةلسلا مؤخرا، والذي كان اشتغل على هذا الملف لما كان بالشرطة القضائية الولائية بالرباط، أعاد فتح هذا الملف الذي طواه النسيان من جديد، وانطلق في البحث عن المتهم الثامن الذي ظل في حالة فرار، وكان متخفيا في صفة متشرد ومتسول بحي حسان بالرباط، وخلال الأسبوع المنصرم تمكنت عناصر الشرطة القضائية لسلا بتحديد مكان المتهم المعني، ومن ثمة اعتقاله واقتياده إلى مقر المنطقة الإقليميةلسلا، من أجل الاستماع إلى إفادته في النازلة. وخلال تعميق البحث معه والاستماع إلى تصريحاته، لم يجد المشارك الثامن في عملية تصفية موظف بالبرلمان سنة 2011، بدا من العودة بذاكرته خمس سنوات خلت، للكشف عن الخطة المسبقة التي كان أعدها المنحرفون الثمانية، وهم كانوا بصدد مقارعة قنينات ماء الحياة قرب خزان الماء بحي التقدم، وأثناء تلك الجلسة اقترح عليهم أحد زعماء المجموعة، استدراج الهالك الموظف بالبرلمان لأنه كان على معرفة به. تمت الموافقة على الخطة الجماعية وتم استدراج الهالك إلى عين المكان، وخلال وصوله إلى المكان المتفق عليه، حاصر المنحرفون الضحية داخل سيارته، حيث قام «عبد القادر» بفتح الباب الموالي للسائق ودفعه إلى داخل السيارة، ثم أمسكوه من عنقه وبطنه وجلسوا عليه داخل الناقلة، وكتموا أنفاسه إلى أن زهقت روحه، ثم توجهوا نحو طريق زعير عبر عكراش، وأم عزة، وأنزلوا الضحية من السيارة، وقاموا بتكبيل يديه ورجليه ووضعوه بالصندوق الخلفي للسيارة إلى أن وصلوا إلى واد «كريفلة» ضواحي مدينة الرماني، حيث قاموا برمي جثة الضحية بمنحدر الواد من أجل إخفاء معالم الجريمة. وبعد ذلك استولوا على هاتفه النقال، وممتلكاته وبطاقة السحب الأوتوماتيكي، وسيارته التي تم بيعها إلى أحد تجار المخدرات بباب برد بمنطقة الشمال. وبالتالي يتم طي هذا الملف الشائك بشكل نهائي، والذي عمر أزيد من خمس سنوات بعد إحالة المتهم الثامن والأخير «فريكة» ضمن مجموعة المنحرفين الذين شاركوا في أبشع جريمة قتل عرفتها مدينتي الرباطوسلا، والذين قالت العدالة كلمتها في حقهم بعد أن أدانتهم ب 30 سنة سجنا نافذا في وقت سابق، وينتظر الجاني نفس المآل بعد إحالته على أنظار الوكيل العام لدى استئنافية الرباط نهاية الأسبوع المنصرم، للنظر في التهم الثقيلة التي وجهت إليه، والمتعلقة بالمشاركة في القتل مع سبق الإصرار والترصد، المتبوع بجناية السرقة الموصوفة، إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية، وعدم التبليغ عن جناية إدريس بنمسعود