برلين / 15 ماي 2016 /ومع/ شكل أسبوع الفيلم عن اليهود المغاربة الذي احتضنته برلين تحت شعار " قلبي في المغرب" فرصة لإطلاع الجمهور الألماني على خصوصية المغرب كبلد للتعايش والتسامح والتعددية الثقافية . ومكن هذا الاسبوع الذي نظم من ثامن الى 13 ماي الجاري ، بمبادرة من جمعية أصدقاء متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي، بتعاون مع المتحف اليهودي ببرلين ، والسفارة المغربية بألمانيا ، من خلال برنامج حافل بالأفلام الوثائقية والروائية من تسليط الضوء على تاريخ حياة اليهود المغاربة في مختلف مناطق المملكة. وتطرقت الأفلام الوثائقية ، التي اقترحها المنظمون لهذه التظاهرة "العودة إلى أولاد مومن " لإزة جنيني ، و"من أجل إشبيلية جديدة " لكاثي وزانة ، و" من تنغير إلى القدس " للمخرج كمال هشكار ، و"اليهود المغاربة .. مصائر مختلفة " ليونس لغراري ، الى فترات مختلفة من تاريخ اليهود المغاربة ، عبر سرد عدد من الأحداث. وإذا تنوعت هذه الأفلام في معالجة الموضوع ، فإنها التقت في أن المغرب حاضر بقوة لدى اليهود المغاربة في كل مكان في العالم ، بكل حمولته الثقافية ، التي تتجسد ملامحها في الموسيقى واللباس وديكور البيت والأكل وحتى في اللغة . وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد محمد المدلاوي رئيس الجمعية أن الأفلام التي تراوحت ما بين الدرامي والكوميدي والوثائقي ، وركزت على إقامة وهجرة اليهود بالمغرب ، استأثرت باهتمام جمهور ألماني وازن واظب على الحضور والمشاركة في كل حلقات النقاش. وأشار إلى أن الحضور تفاعل مع المخرجين الذين قدموا الدوافع والأسباب الموضوعية منها والذاتية ، حول الاهتمام بهذا الموضوع خلال من السنوات العشر الأخيرة معتبرا أن التظاهرة حققت أهدافها إذ فتحت أمام الجمهور المجال لاكتشاف خصوصيات الثقافة والهوية المتعددة الروافد للمغرب وعلى قوة التناغم والتعايش بين الثقافات والديانات. من جانبها اعتبرت المخرجة كاتي وزانة ، اليهودية المغربية التي هاجرت رفقة أسرتها إلى كندا منذ سنة 1958 ، في تصريح مماثل ، أن الأسبوع كان مهما سلط الضوء على اليهود المغاربة مشيرة إلى أنها تناولت الموضوع من جانب مختلف ركزت فيه عن هجرة اليهود المغاربة وأيضا على التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم. وأضافت أنها شاركت بفيلمها في أبريل الماضي ببرلين أيضا ضمن الفيلم العربي الذي تناول موضوع اليهود العرب ،وحفل بنقاش غني حول العلاقات بين اليهود والمسلمين في العالم العربي بمشاركة يهود من دول عربية متعددة . واعتبرت وزانة ، أن النقاش الذي ميز أسبوع الفيلم هو امتداد لتظاهرة الفيلم العربي ، داعية الشباب المغربي إلى الانفتاح على هذه الأحداث وهذه الآفاق المختلفة للتعرف على تاريخهم . من جانبه اعتبر المخرج الالماني من اصل مغربي محمد نبيل ، أن هذا الأسبوع جاء في سياق الأنشطة الثقافية التي تبشر بوجود أفق ثقافي مغربي بألمانيا ، وفي ظرفية يميزها نقاش إعلامي ألماني كشف عن جهل جزء كبير من الألمان لثقافة الغير. ويرى محمد نبيل الذي يهتم بإخراج الأفلام الوثائقية ، أن التظاهرة مبادرة جيدة للمغرب وللجالية المغربية المقيمة في ألمانيا، معربا عن أمله في أن تستمر هذه التظاهرة للكشف عن جوانب أخرى من تاريخ اليهود المغاربة.