بيروت, 15-5-2016 (أ ف ب) - نفذ نحو خمسين ناشطا اعتصاما الاحد في بيروت دعما للمثليين مطالبين بالغاء مادة في القانون تجرم اقامة العلاقات التي تعتبر "منافية للطبيعة"، وذلك في سابقة منذ اربع سنوات. ورفعت لافتة في التظاهرة التي نظمتها جمعية "حلم" كتب عليها "المثلية ليست مرضا" و"قانونكم مر عليه الزمن". وجمعية حلم مقرها في لبنان وتعتبر اهم جمعية عربية للدفاع عن حقوق المثليين. والتجمع الذي طالب ايضا بالافراج عن اربع نساء متحولات جنسيا، نظم قبالة مخفر حبيش في غرب بيروت، حيث تعمد شرطة الاداب الى سجن المثليين بحسب ناشطين. وكتب على لافتة اخرى "الغوا ال534" في اشارة الى مادة في قانون العقوبات اللبناني تعتبر ان العلاقات الجنسية "المنافية للطبيعة" غير مشروعة وتفرض على ممارسيها عقوبة بالسجن قد تصل الى عام. والاعتصام الذي نظم قبل يومين من اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي "يطالب بالغاء هذه المادة في القانون التي تعود الى عهد الانتداب الفرنسي على لبنان (1920-1943)"، كما قالت المديرة التنفيذية لجمعية حلم غنوة سمحات لوكالة فرانس برس. واضافت "غالبية الاشخاص الموقوفين بموجب هذا القانون لم يتم توقيفهم بالجرم المشهود بل غالبا في الشارع بسبب مظهرهم الخارجي". واذا كان لبنان يعتبر "اكثر تساهلا" مقارنة بدول عربية اخرى، فان قوى الامن تنفذ بانتظام مداهمات في ملاه ليلية واماكن اخرى يرتادها المثليون. وغالبا ما يكون هؤلاء موضع سخرية في المجتمع والبرامج التلفزيونية. ويعود اخر تجمع مماثل في العاصمة اللبنانية الى العام 2012، عندما تظاهر العشرات احتجاجا على اللجوء الى "فحص" شرجي لرجال يشتبه بانهم مثليون. وجاء الاعتصام بعد اعتقال 36 رجلا داخل صالة سينما في بيروت اجبروا على الخضوع لهذا الفحص الذي يصفه ناشطون ب"فحص العار". وقالت سمحات ان "هذه الفحوص مستمرة، على رغم ان وزارة العدل طلبت من قوى الامن وقف هذه الممارسات"، معتبرة ذلك "اذلالا للافراد". وفي العام 2013، دهمت الشرطة حانة في منطقة الدكوانة في الضاحية الشرقية للعاصمة، وضربت واعتقلت اشخاصا عديدين، وفق ما افاد شهود. واضافت سمحات ان "الشرطة تخضع الموقوفين لاختبار الايدز في حين ان ذلك ينبغي ان يكون اختبارا طوعيا. لا تزال هناك فكرة مسبقة ان جميع المثليين مصابون بالايدز". وتابعت "لا يزال هناك اشخاص يسرحون من عملهم عندما يكتشف صاحب العمل انهم مثليون. ويجبرون على القول انهم استقالوا طوعا (...)". وكان يفترض ان تنظم جمعية "براود لبانون" غير الحكومية المؤيدة للمثليين والمتحولين جنسيا والتي تم انشاؤها قبل اربع سنوات، لقاء الاحد يضم صحافيين وفنانين للدعوة الى تسامح اكبر، لكنه الغي بضغط من السلطات الدينية المسيحية كما افاد المنظمون وكالة فرانس برس.