ما هي المثلية الجنسية؟ المثلية أو Homosexuality توجّهٌ جنسيٌّ لدى فئة من الأشخاص، رجالاً أم نساء، يتسم بالإنجذاب الشعوري و الجسدي تجاه أبناء جنسهم .أما زواج المثليين، فهو قرانٌ يُعقد بين شخصين من نفس الجنس. على مرّ السنوات، لقيت العلاقات والنشاطات المثلية إستنكاراً وإدانةً من جهة، أو إعجاباً وقبولاً من جهة اخرى، ذلك وفقاً للمعايير السائدة في مختلف الثقافات والحقب الزمنية في مسائل العلاقات الجنسية. ومن الجدير بالذكر، أن الأديان التوحيدية، أي الإسلام، المسيحية واليهودية تعارض جميعها المثلية الجنسية. منذ منتصف القرن العشرين، شهد العالم الغربي تبدّلاً كبيراً في المبادئ والمفاهيم، فرُفع تدريجياً التجريم عن المثلية الجنسية، ولم تعد هذه الظاهرة تتصف بالمرضية. كما وظهر تيارٌ عالميٌّ منذ نهاية القرن التاسع عشر يهدف الى الاعتراف بالمثليين، وبتواجدهم العلني وبحقوقهم الشرعية، بما في ذلك حق العمل، الخدمة العسكرية، العناية الطبية، وفي مرحلةٍ ثانية حق الزواج وحق التبني. أما اليوم، فقد اصبح هذا الموضوع يشغل شعوب العالم أكثر فأكثر، لاسيما منذ اواخر التسعينات، إذ ان التشريعات الدولية انقسمت حول هذا الموضوع، ذلك لكون الأوضاع القانونية للعلاقات المثلية تختلف بين دولةٍ وأخرى. فبينما إعتُبر الزواج المثلي شرعياً وقانونياً في بعض الدول، صُنّفٌ في عداد الجرائم في دولٍ أخرى، بما فيها الدول الإسلامية، حيث تُعتبر الممارسات المثلية جناية خطيرة. دولٌ تسمح بزواج المثليين إن الزواج المثلي مسموح به حالياً في دولٍ عدّة، نذكر منها: الدنمرك: وهو أولُ بلدٍ في العالم سمح بالإرتباط المدني للمثليين. وفي حزيران 2012 سُمح لهم بالزواج في الكنيسة اللوثرية فرنسا: شهدت فرنسا في 2013/5/28 مراسم أول عقد قران لمثليين في بلدية مونبولييه الفرنسية. وبذلك اضحت فرنسا في عداد الدول الاوروبية التي تعترف بزواج المثليين، مع الإشارة الى الزواج المثلي يحظى بدعم غالبية الفرنسيين، لكنه يصطدم بمعارضة قسم من اليمين كما والكنيسة الكاثوليكية. بلجيكا: حيث زواج المثليين مسموحٌ به منذ حزيران 2003، وقد حصلوا على حق التبني في ال 2006. إسبانيا: حيث جرى تشريع زواج المثليين منذ تموز 2005. كندا (منذ تموز 2005). جنوب أفريقيا: إن جنوب افريقيا يعدّ اول بلدٍ افريقيٍ يسمح بهذا النوع من الزواج ويمنح المثليين الحق بالتبني. الأرجنتين: في حزيران 2010 اصبحت الارجنتين اول دولةٍ في اميركا اللاتينية تسمح بزواج المثليين وتمنحهم حق التبني. هولندا (في نيسان 2001) النرويج (منذ كانون الثاني 2009) الاسوج (منذ مايو 2009) السويد (اوكتوبر 2009) الدنمارك (منذ1989) وهو اول بلدٍ يقرُّ الزواج المدني لمثليي الجنس. البرتغال (منذ 2010) آيسلندا (منذ حزيران 2010) الاورغواي (في نيسان 2013) نيوزلندا (في نيسان 2013) البرازيل (منذ 14 مايو 2013) المانيا (2001) فنلندا (2002) جمهورية تشيكيا (2006) سويسرا (2007) كولومبيا وايرلندا (2001) وبعض الولايات في أمريكا والمكسيك. كما أن زواج المثليين المعقود في تلك الدول هو معترفٌ به في جزر أروبا، كوراساو، وسانت مارتن ، وولايات "رود آيلاند" و"كاليفورنيا"،"إلينوي"، "نيو جيرسي"، و"نيفادا". في الإطار عينه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطواتٍ بشأن التمييز ضد المثليين والعنف ضدهم بعد أن كشف استطلاع أن العديد منهم يعيشون في خوف في سائر أنحاء الكتلة بدولها السبع والعشرين. وفي استطلاعٍ أُجري على 93 ألف شخص مثليّ ومتحوّل جنسيا، تبيّن أن هؤلاء هم عرضة لسوء المعاملة من قِبل محيطهم، إذ ان ما يزيد على 80% من المجموعة يتلقّون إهاناتٍ شفهية ويكونون عرضةً للترهيب، كما يشعر 20% منهم بالتمييز عند التقدّم للحصول على عمل. ودولٌ ترفض الدول العربية عامةً: إن المثلية الجنسية مرفوضة شرعاً ومُدانة في تشريعات الدول العربية. لكن، من الجدير بالذكر انه في 2005/12/10 ظهرت جمعية لبنانية (وهي الأولى من نوعها في الوطن العربي) تهتم بشؤون مثليي الجنس، وهي تُطلق على نفسها اسم "حلم" وتتخذ العاصمة بيروت مركزاً لنشاطاتها. وفي لبنان أيضاً صدر كتابٌ بعنوان “بريد مستعجل” يروي قصصاً واقعية لنساء سحاقيات ويعطي صورةً عن حياتهن وأما في مصر، فجرى مؤخراً تأسيس رابطةً غير رسمية تحت اسم “الاحباء”، تُعنى بشؤون المثليين وقد إتخذت من مقهى بالقاهرة مركزاً لها. أما في الجزائر، فنشهد على قيام منظماتٍ هدفها الدفاع عن الاشخاص المثليين و قد خُصص لهؤلاء نوادٍ ليليةٍ يجتمعون فيها. روسيا: أما في روسيا، فيُمنع منعاً باتاً زواج الشاذين في التشريع الروسي. وقد تبنّى مؤخراً مجلس النواب الروسي (بغالبية 388 صوتاً) قانوناً يعاقب أي فعلٍ عامٍ يشكّل "ترويجاً للمثلية لدى القاصرين. مع الإشارة الى أن المثلية كانت تُعتبر جريمة في روسيا حتى 1993 ومرضا عقليا حتى 1999. مالاوي: وهي أيضا من الدول الافريقية ال 38 والدول العالمية ال 76 التي تفرض عقوبات على المثلية الجنسية. ولكن مع وصول الرئيسة جويس باندا إلى السلطة أعلنت الحكومة أنها تنوي الغاء العقوبة عن المثليين. أوكرانيا: حيث يدين القانون العلاقات الجنسية المثلية كما يحظر إنتاج او بيع أو نشر كل ما يُعتبر "دعايىة للمثلية الجنسية" تحت طائلة المساءلة الجزائية (علماً ان العقوبة السجن قد تصل الى 5 سنوات). نيجيريا: أقرّ مجلس النواب النيجيري مؤخراً، مشروع قانونٍ يحظّر زواج المثليين جنسياً وقد حددّ عقوبة السجن لمدة 14 عاما لكل من ينتهك هذا القانون. كما يجرّم القانون النيجيري إقامة نوادٍ ومنظمات للمثليين جنسياً . ومن الجدير بالذكر ختاماً أنه، في 2013/5/17، دعا مسؤولو الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة كراهية المثلية الجنسية، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى حماية حقوق المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية كما كما ودعا المسؤولون الى إلغاء القوانين التي تعمل على التمييز ضدهم.