قضت ابتدائية العرائش بداية الأسبوع المنصرم، ببراءة «الكيلو» من تهمة العقل المدبر لعملية تهريب 24 طنا من المخدرات عبر سواحل العرائش، وهو الحكم الذي أثار ردود فعل متباينة واستغراب الكثير من المتتبعين، بسبب الهالة التي أعطيت للقضية التي تعتبر الأولى من نوعها بالمنطقة، حيث كانت من أكبر عمليات تهريب المخدرات بتلك الطريقة الهوليودية، وكان المعني متهما رئيسيا فيها. وكان المعني قد اتهم بكونه العقل المدبر للعملية ككل، والتي تمت في متم يناير 2015، بحيث عمد مجموعة أشخاص لمحاولة تهريب حوالي 24 طنا من المخدرات انطلاقا من سواحل العرائش، قبل أن تفاجئهم البحرية الملكية، والدرك والأمن، مستعملين في ذلك مراكب نفاثة ومروحيات لمطاردتهم وتوقيفهم متلبسين. وكشفت مصادر مقربة، بكون تبرئة المعني من التهم المنسوبة إليه، جاء بعد تراجع عدد من المعتقلين على ذمة القضية، عن أقوالهم، بعد أن كانوا قد أكدوا أثناء كل مراحل المحاكمة، أنه من التقى بهم أمام مقر عمالة الإقليم، لتحديد أدوارهم، وأنهم يعرفونه حق المعرفة، لأنهم يرونه باستمرار بالميناء، حيث يبقى ربانا لأحد مراكبه، وصاحب أسطول كبير للصيد، واشتهر بالإبحار حتى أثناء سوء الأحوال الجوية وهيجان البحر. وظل الكيلو فارا منذ يناير من السنة المنصرمة، فصدرت في حقه مذكرة بحث وطنية، حيث أوكل شقيقه بإدارة مشاريعه، وظل مختفيا بمدينة أخرى، قبل أن يسلم نفسه، الجمعة 5 فبراير الماضي، إلى الدرك الملكي بطنجة، مباشرة بعدما علم أن كل من تم اعتقالهم قبل ذلك، على اعتبار أنهم «عقول مدبرة» لتلك العملية، قد تمت تبرئتهم فيما بعد، حيث بعد تسليمه لنفسه، تمت إحالته على وكيل الملك بابتدائية العرائش، والذي أمر باعتقاله في انتظار مواجهته بالمعتقلين الذين وصفوه ب«العقل المدبر». وبقي المعني معتقلا لحين محاكمته، حيث بدا أنه كان يردد بين الفينة والأخرى أنه سيفضح الجميع، في حال لم يستفد بدوره من نفس المسطرة التي استفاد منها آخرون، والذين كانوا ضمن المشتبه فيهم كمدبرين للعملية، فتمت تبرئتهم أو عدم متابعتهم حتى، بسبب تناقضات وتضارب في تصريحات الموقوفين، وكذلك تراجع آخرين عن أقوالهم خلال المواجهة مع المعني، أو خلال المحاكمة، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة عن سبب تراجعهم عن تصريحاتهم تلك، وما كان الثمن. وتعود تفاصيل أكبر عملية لتهريب المخدرات إلى 23 يناير من السنة الماضية، وذلك إثر مطاردة هوليودية، شبيهة بأفلام العصابات، استعملت فيها «مروحية »و«زوارق نفاثة»، ودارت أطوارها «المثيرة للغاية»، بشواطئ العرائش، بين البحرية الملكية والدرك البحري من جهة، ومهربين كبار للمخدرات من جهة ثانية، وأسفرت عن حجز مركب للصيد التقليدي «الديكي 2» وعلى متنه 23 طنا و800 كيلوغرام من الحشيش، وستة زوارق نفاثة بنقط متفرقة على طول الشواطئ الممتدة بين العرائش ومولاي بوسلهام. مصطفى العباسي