وسط حراسة أمنية مشددة، وحضور كثيف لأسر المعتقلين، قضت الغرفة الجنحية بابتدائية العرائش، صباح أمس الثلاثاء، في حق المتهمين بتهريب 24 طنا من الحشيش، بأحكام بلغت في مجموعها 66 سنة سجنا. وقد تراوحت الأحكام بين البراءة و10 سنوات، حيث أدانت المحكمة "عبد الغني أ"، ربان مركب "الديكي 2″ الذي حجزت به المخدرات، ب10 سنوات سجنا، وأدانت 8 بحارة كانوا على متن المركب نفسه ب7 سنوات لكل واحد منهم، في حين برأت 4 بحارة جرى ضبطهم عالقين بعرض البحر بعد غرق مركب كانوا على متنه، والبراءة ل(ف.و)، التي أبرمت عقدا لشراء المركب الأول المسجل في اسم ابنتها القاصر. تبرئة المتهمين الأربعة الذين ضبطوا عالقين بعرض البحر غير بعيد عن المركب الذي حجزت به المخدرات تمت بعد إدلاء أربعة من عناصر البحرية الملكية بشهاداتهم، خلال جلسة أول أمس الاثنين، نفوا من خلالها معاينتهم لعملية احتراق أو غرق مركب "ميكريو" الذي كان على متنه، وهو ما يناقض ما تضمنته محاضر الضابطة القضائية للدرك، التي قالت إن البحرية الملكية أنقذت البحارة بعد إحراقهم للمركب، ثم انتشلت حمولة المخدرات التي كانت على متنه، ليتبين للمحكمة عدم وجود دليل يورط البحارة، خصوصا وأن المتهمين تقدموا برواية مناقضة لما تضمنته محاضر الضابطة القضائية، حيث أكدوا أن جولتهم كانت بهدف إخضاع المركب للتجربة بعد صيانته. وكان دفاع بعض المتهمين الذين تمت تبرئتهم قد طالب، خلال جلسة أول أمس الاثنين التي خصصت للمرافعة، النيابة العامة باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الإفادات الكاذبة للضابطة القضائية للدرك، والتي كانت سببا وراء استمرار اعتقال موكليه وسلبهم حريتهم تعسفا لمدة قاربت 5 أشهر، معتبرا ما وقع "جريمة". ومباشرة بعد صدور الأحكام، شهدت بوابة المحكمة حالات إغماءات واحتجاجات وسط أسر وعائلات المتهمين، حيث أغمي على والدة "عبد الغني أ"، ربان مركب "الديكي 2″، كما أغمي على والدة متهم آخر أدين 7 سنوات. وقد وصل عدد المعتقلين على خلفية حجز 23 طنا و800 كيلوغرام بعرض البحر مقابل شواطئ العرائش، 14 شخصا، تم تمتيع أحدهم "إ.أ" بالسراح المؤقت في بداية أطوار المحاكمة، قبل أن يتم اعتقال ربان زودياك قبل أيام قليلة، وستتم محاكمته لاحقا. وكانت شواطىء العرائش قد شهدت، صباح 23 يناير المنصرم، مطاردة هوليودية، استعملت فيها "مروحية" و"زوارق نفاثة"، بين البحرية الملكية والدرك البحري ومهربين للمخدرات، وأسفرت عن حجز مركب للصيد التقليدي "الديكي 2″ وعلى متنه 23 طنا و800 كيلوغرام من الحشيش، بالإضافة إلى ستة زوارق نفاثة بنقط متفرقة على طول الشواطئ الممتدة بين العرائش ومولاي بوسلهام.