أكد وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، أن الخلية الارهابية التي تم تفكيكها يوم الخميس الماضي كانت لها نية جدية لضرب إيطاليا وزعزعة استقراها. وقال ألفانو اليوم الاثنين 2 ماي في كلمته خلال مؤتمر حول الأمن الالكتروني بمدينة بولونيا (شمال وسط إيطاليا) تعليقا على العملية الأمنية التي أدت إلى إلقاء القبض على أربعة إرهابيين مشتبه بهم إنهم "لم يكونوا في طور الإعداد المادي للهجوم"، لكن "كانت هناك نية مبيتة أو على الأقل رغبة كبيرة بالمضي قدما في بدء التخطيط لعمليات انتحارية لضرب أماكن حساسة داخل التراب الإيطالي"، مضيفا أن المعتقلين "كانت لديهم اتصالات مباشرة بعناصر إرهابية من تنظيم الدولة «داعش» بسوريا". واعتبر المسؤول الحكومي الإيطالي أن "التمكن من إنجاز العملية كان بسبب عمل مختلف أجهزة الأمن منذ شهور، ونجاحنا بتحليل أول المعلومات التي تتوفرت لدينا". وأوضح المتحدث نفسه أن " العمل الوقائي مهم جدا وهي مهمة صعبة وبفضلها تمكنا بالفعل من تعقب ومراقبة أكثر من 10 آلاف من الموضوعين على لائحة المشتبه فيهم بالإرهاب كما قامت عناصر الأمن من مداهمة العديد من المساكن وتم تتبع جميع الطرق الرئيسية لتجنيد الإرهابيين المشتبه بهم". وكانت إيطاليا قد استفاقت، يوم الخميس 28 أبريل الماضي، على خبر اعتقال عناصر إرهابية خطيرة بكل من جهتي «لومبارديا» و«بييمونتي»، شمال إيطاليا، المعروفتين بتواجد كبير للمهاجرين لاسيما الجالية المغربية، حيث كانوا يخططون لضرب أهداف استراتيجية بالعاصمة الإيطالية، من بينها السفارة الإسرائيلية ودولة مدينة الفاتيكان. وتتكون الخلية الارهابية من خمسة مغاربة ومواطنة إيطالية مسلمة، بينما تم إصدار مذكرة بحث عن المتهم المغربي محمد القريشي الذي يرجح أن يكون هو وزوجته الإيطالية وأبناؤه الثلاثة قد التحقوا منذ عام ونصف بتنظيم «داعش» الإرهابي. ومن بين المعتقلين الذي كانت الاستخبارات الإيطالية تتعقب خطواته، عبد الرحمن خاشية، البالغ من العمر 23 عاما، وهو الشقيق الأصغر لأسامة (30 عاما) ، الذي سبق وأن طردته إيطاليا وسويسرا بسبب تطرفه وتحريضه على العنف عبر مواقع الإنترنت، قبل أن تروج أخبار عن انضمامه لصفوف المقاتلين بتنظيم «داعش» ومصرعه شهر دجنبر الماضي في الحرب الدائرة بسوريا. وكان عبد الرحمن خاشية قد نفى أي صلة له أو لأخيه أسامة بالإرهاب وبتنظيم «داعش» في تصريحات سابقة ل«الأحداث المغربية» العام الماضي، قبل أن يسلك طريق التطرف متأثرا بموت أخيه في سوريا، وفق تحقيقات المصالح الأمنية الإيطالية. وذكرت المصادر ذاتها أنه من خلال المحادثات الهاتفية التي تم التنصت عليها بين عبد الرحيم متحرك أحد المعتقلين ضمن الخلية وعبد الرحمن خاشية يوم 6 فبراير الماضي تبين أنهما يمجدان ويباركان أحداث باريس الإرهابية.