بعد سلسلة من المشاركات المهمة والناجحة، تستعد مجموعة عبيدات الرما (لخوت) بمدينة وادي زم، لإحياء عدد من السهرات الفنية التراثية، وذلك بمناسبة موسم الصيف المقبل. وأكد رئيس المجموعة الفنان محمد الصابر في تصريح صحافي أن المجموعة، والتي حلت ضيف شرف فنية على قافلة طبية نظمتها جمعية داء السكري بوادي زم مؤخرا، بشراكة مع الجامعة المغربية لداء السكري، تراهن في المستقبل على تحقيق الفرجة الراقية للجمهور، وذلك بناء على اختيارات دقيقة تراعي مختلف الأذواق لعدد من الأغاني التراثية والشعبية التي اشتهرت بها.
وأضاف الصابر وهو أيضا رئيس جمعية عبيدات الرما (لخوت) للتراث الشعبي ان المجموعة التي تستمد قوتها من روح الإخوة التي تجمع أفرادها، وتضم أشقاء، وكذا من روح صيانة الذاكرة الجماعية والتراثية المحلية، والحفاظ على الموروث الشعبي المحلي والوطني، وذلك اعتبارا لما يمثله فن عبيدات الرما من تراث لامادي غني يميز منطقة وادي زم وورديغة بشكل عام. واكد ان مدينة وادي زم التي تعتبر مشتلا حقيقيا للمجموعات التراثية، خصبة من الناحية التاريخية والثقافية والفنية، وذلك بالنظر أيضا الى الحضور القوي للمدنية في الوجدان الجمعي والفردي لابناء المقاومة، بحكم أن مدينة الشهداء، وقبائل المنطقة، لعبت دورا بطوليا لا يستهان به في حماية الوطن، ونيل المغرب للاستقلال والانعتاق من ربقة الاستعمار. وشدد على ان المجموعة تستحضر بكل فخر واعتزاز، هذا المعطى التاريخي والنضالي للمدينة ولقبائل المنطقة، حيث تتغنى بذلك في أغانيها التي تمجد تاريخ البطولات والأمجاد لأبناء المنطقة، مبرزا ان المجموعة تستمد ايضا قوتها من حضورها الفاعل والرزين طيلة 13 سنة في الساحة الفنية، ما أهلها لتكون من بين ابرز وأجود الفرق التراثية الجادة والتي تحضى بحب وإعجاب الجمهور محليا وإقليميا ووطنيا ودوليا. وعدد رئيس المجموعة فيضا من المشاركات الوازنة التي ميزت المجموعة، وبخاصة في الأسبوع الثقافي لوادي زم، وحفل تكريم نظمه المجلس البلدي السنة الماضية، وموسم مولاي عبد الله امغار بالجديدة، فضلا عن مشاركات كثيرة مع جمعيات، ومؤسسات، وسهرات وأعراس، ما يجعل من فن عبيدات الرما الذي تمارسه المجموعة بكل مهنية، فنا رفيعا محترما، مميزا متفردا، في اللباس والأدوات النقرية والرقصات والأغاني، وهو ما أهل المجموعة لترقى الى مصاف المجموعات المحترمة التي تقدم فنا نبيلا يروق المتلقي في كل المناسبات. كما اشار الصابر الى ان الفرقة تستند في مسيرتها الفنية على تجربة مميزة، ورصيد فني مهم لشيوخ عبيدات بقبائل المنطقة، ويتأتي في مقدمتهم قيدوم فن عبيدات الرما بقبيلة (اسماعلة) الشيخ (المير) الذي تعتبره المجموعة النبراس الحقيقي الذي أضاء طريقهم الفنية، وذلك بالنظر الى ما يتميز به هذا الشيخ من تجربة فذة في هذا المجال، والذي تربت على يديه الكثير من الأجيال الفنية. وكشف أن المجموعة مقبلة على عقد شراكات مع جمعيات وشركاء ك(اوسي بي سكيلز)، ومشاريع فنية مهمة، كإصدار البوم غنائي جديد، وتنظيم ملتقى للتراث عبيدات الرما، فضلا عن إنشاء مدرسة لصيانة هذا التراث اللامادي، داعيا بالمناسبة كل الجهات المعنية من وزارة الثقافة وعمالة إقليمخريبكة والمجالس المنتخبة والمجمع الشريف للفوسفاط ومجلس جهة بني ملالخنيفرة، وكل المؤسسات المعنية بالتراث اللامادي، إلى الاهتمام بهذه المدينة التي طالها التهميش والنسيان، ودعم تجربة ومشاريع جمعية عبيدات الرما لخوت للتراث الشعبي، وذلك من اجل إخراج المدينة من الجمود الفني والثقافي الذي تعيشه. يشار أن المجموعة تضم سبعة فنانين شباب، منهم أشقاء، وهم محمد الصابر رئيسا، ويوسف لقدادري ورشيد الحمداوي، وعبد الرواق مهداوي، وعبد الله ناصري، ويوسف المحفوظي، ومصطفى الصابر.