هم ثلاثة شبان من أبناء حي «أناسي» بسيدي مومن. جمع بينهم عشق غريب بالسيارات. كانوا ينتقلون في أيام متفرقة من كل أسبوع إلى البرنوصي ليملون أبصارهم بنوعية من «الطومبيلات» ذات الماركات الفاخرة. يتجولون بالخصوص في توقيت الظهيرة، حيث تصطف على طول الشوارع والأزقة العديد من السيارات، التي يكون أصحابها منشغلين بوجبة الغذاء أو مستكنين إلى فترة القيلولة. لم تكن غاية هؤلاء المهووسين ب«لحديد الواعر» مجرد استراق لحظات للفرجة البصرية تطبيقا للمثل الشعبي «لي ما شرا يتنزه». بل نيتهم المبيتة والخبيثة هي سرقة بعض «الإكسسوارات» الخارجية للسيارة، التي خف وزنها وثقل ثمنها في سوق قطع الغيار.ثلاثي «العشق الممنوع» للسيارات الفارهمة، سيسقط أحدهم بالجرم المشهود في حدود الثالثة زوالا من أول أمس الثلاثاء. ففي جولة روتينية لدورية من صقور الدراجات النارية التابعين للدائرة الأمنية 37 بحي القدس بالبرنوصي، تم بالصدفة رصد تحرك مريب لثلاثة شبان بين بعض السيارات المركونة بشارع «سعيد بنصالح» بالقرب من مصحة الضمان الاجتماعي. عند اقتراب عناصر الشرطة من المشتبه بهم، تمكن إثنان من الفرار بينما وقع الثالث في قبضتهم وهو يحمل حقيبة مثقلة بقطع تبدو صلبة. تفتيش هذا «الصاك» المشكوك فيه سيحمل مفاجأة لرجال الأمن، الذين عثروا بداخله على حوالي 14 مرآة عاكسة خاصة بسيارات من نوع «المرسديس» و«البي إم دوبل في» وغيرها من الماركات الباهضة الثمن. اللص المغرم بلمعان المرايا، كان يحمل معه أيضا «مفكا» خاصا بإزالة زجاج المرآة، حيث اعترف باحترافه منذ مدة سرقة هذه «الإكسسوارات» الثمينة بمعية شريكين له من «اولاد الدرب»، والعمل على بيعها بأسواق المتلاشيات بالدار البيضاء نظير مبالغ مالية مغرية. اللص الموقوف ذو الرابعة والعشرين سنة من العمر، خضع لتحقيق عسير من أجل الإدلاء بهويات شركائه في السرقة والمتورطين بشراء هذه المسروقات، حيث مازال عدد من الضحايا يتقاطر على مصلحة الأمن لتقديم إفاداتهم حول ما طال سياراتهم من نزع للمرايا الجانبية في ظروف غامضة، مما سيضع لا محالة هذه العصابة المخربة لجمالية السيارات الفارهة في خانة التهم القبيحة، التي يكون مآلها قضاء سنوات خلف القبضان.