صنف الاتحاد الوطني للمزارعين الإيطاليين، «النعناع» المغربي ضمن لائحة المنتوجات الفلاحية الأكثر تلوثا، التي تستوردها إيطاليا، وذلك بسبب المعدلات المرتفعة من بقايا المواد الكيميائية السامة. واحتل «النعناع» المرتبة السادسة، في لائحة أخطر عشرة مواد فلاحية تستوردها إيطاليا، حيث أوضح اتحاد المزارعين الإيطاليين، أن 15 بالمائة من هذا المنتوج المغربي ، يضم بقايا مبيدات سامة، استنادا إلى تحاليل قام بها مختبر تابع للوكالة الأوربية للأمن الغذائي (إيفسا). و من بين 70 ألف طن ينتجها المغرب سنويا، يتم توجيه حوالي 6 آلاف طن من النعناع ، نحو بلدان الاتحاد الأوروبي، حيث تستورد إيطاليا كميات كبيرة من النعناع المغربي، يستهلك أغلبه من طرف المغاربة المقيمين هناك ، والذين يقدرون بحوالي 500 ألف شخص ، في حين لم تشمل هذه اللائحة ، أي منتوج فلاحي آخر قادم من المغرب. المبيدات المستعملة في إنتاج النعناع حسب المناطق المغربية، تصل في مجملها إلى 13 مبيدا للحشرات، و11 مبيدا للأمراض النباتية، كلها خطيرة، و المزارعين لا يعلمون شيئا عن هذه المبيدات، و الأضرار الناجمة عن الإفراط في استعمالها، حيث أن هناك مبيدات غير مسموح بها، مثل مبيدات القوارض (الفئران)، لأنها سهلة الاستعمال ورخيصة، حيث تدق الأقراص وتخلط مع الماء ثم يرش بها النعناع. في السنوات الأخيرة ، تم تسجيل حوالي 50 تحذيرا من المصالح الأوروبية حول النعناع المغربي، في كل من إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، وبريطانيا، كما تم حجز كميات كبيرة ، بعدما كشفت التحاليل المخبرية ، وجود مواد كيماوية سامة تتجاوز النسب المسموح بها أوربيا. من جهته، المكتب الوطني لسلامة المواد الغذائية المغربي (أونسا) ، أكد أن هذه التحذيرات الأوروبية، لا تهم المغرب فقط، وإنما وجهت لعدد من الدول، وقد دعا المكتب جميع المنتجين، إلى التصريح بالكميات المستخدمة من المبييدات ونوعيتها لدى المصالح المختصة ، قبل نهاية السنة الجارية، وعدم استعمال أنواع سامة من مبيدات الحشرات. المكتب أوضح كذلك أن وزارة الفلاحة تقوم منذ 6 أكتوبر الماضي، بمجهودات كبيرة لتحديد نوع المبيدات التي تشير إليها تقارير الاتحاد الأوروبي، في أفق منع استخدامها، بالتزامن مع الإعداد لحملة تحسيسية كبيرة بين الفلاحين المغاربة. عبد الواحد الدرعي