من بين 70 ألف طن ينتجها المغرب سنويا من النعناع، يتم توجيه حوالي 6 آلاف طن نحو بلدان الاتحاد الأوروبي، لكن يبدو أن المعايير والتشريعات المتشددة في مجال الأمن الغذائي بأوروبا، سوف تزيح هذه النبتة من عرشها، كرمز للشاي المغربي الأصيل، وعلامة للترحاب والجود المغربيين0 النعناع ليس وحده المنتوج الغذائي المهدد من طرف النظام الأوروبي، بل كذلك السمك حيث يتم الإشارة إليه بين الفينة والأخرى خاصة، في السنة الجارية، لكن يبقى النعناع المنتوج المغربي الأكثر استهدافا في الوقت الراهن0 يوم 4 شتنبر الماضي، تم حجز كميات على الحدود البلجيكية، حيث أفادت التحاليل المخبرية وجود مواد كيماوية سامة بمعدل 0,21 ملغ من المبيدات في الكيلو غرام الواحد، ورغم أن هذا المعدل صنف على أنه ليس «عالي المخاطر» إلا أن الكميات المحجوزة تم إتلافها. ويوم 18 شتنبر دائما على الحدود البلجيكية، تمت ملاحظة مخاطر جديدة بعد إجراء تحاليل، وكشف 4,9 ميلغرامات في الكلغ مادة (سيبيرمونترين) و 0,08 ميلغرام في الكلغ من مادة (ميكروبيتانيل). وفي 2 أكتوبر تم إيضا اكتشاف 0,06 ملغرام في الكلغ (ميكروبيتنول)0 هذا المشكل تزايد خلال العشر سنوات الأخيرة، وتم تسجيل حوالي 50 تحذيرا من المصالح الأوروبية حول النعناع المغربي في كل من إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، وبريطانيا. وقد تلقى المغرب العديد من التحذيرات، لكن الحالات تضاعفت بشكل كبير في الشهور الأخيرة، وقد سبق لمكتب التغذية والبيطرة التابع للاتحاد الأوروبي أن عمم تقريرا مفصلا حول مخاطر المبيدات على نبتة النعناع في 2011 0 و في 2013 أنجزت عناصر من المكتب المذكور افتحاصا حول زراعة وتصدير النعناع، وتم تسجيل العديد من الخروقات خاصة غياب المراقبة وتحسيس المنتجين لهذه المواد بخطورة المبيدات السامة، وكذا عدم وجود إدارات مختصة تتابع هذه العمليات بشكل حثيث0 المكتب الوطني لسلامة المواد الغذائية (أونسا) من جهته أكد أن هذه التحذيرات الأوروبية لا تهم المغرب فقط، وإنما وجهت لعدد من الدول، وقد دعا المكتب جميع الفاعلين والمنتجين لهذه المادة من أجل التصريح بالكميات المستخدمة من المبييدات ونوعها لدى المصالح المختصة قبل نهاية السنة الجارية، وعدم استعمال أنواع سامة من مبيدات الحشرات، المكتب أوضح كذلك أن وزارة الفلاحة تقوم منذ 6 أكتوبر الماضي بمجهودات كبيرة لتحديد نوع المبيدات التي أشار إليها الاتحاد الأوروبي في أفق منع استخدامها، بالتزامن مع الإعداد لحملة تحسيسية كبيرة في هذه المجال0 عبد الواحد الدرعي