توصل أحد الباحثين الزراعيين في طنجة إلى إثبات وجود بعض بقايا مبيد «كاربوفيوران» في الشمندر السكري في منطقة اللوكوس، وهو مبيد خطير يحتوي على مواد سامة مضرة بالصحة البشرية ولهذا تم حظره في دول الاتحاد الأوربي وعدد من دول العالم، وأوضح عضو في الجمعية المغربية لوقاية النباتات أن الباحث، الذي يعمل في المعهد الوطني للبحث الزراعي بطنجة، قدم نتائج دراسته خلال المؤتمر السابع للجمعية المنعقد في الرباط يومي 26 و27 ماي المنصرم. وأضاف المصدر نفسه، الذي حضر تقديم نتائج الدراسة، أن الخلاصات تشير إلى تسجيل بعض بقايا هذا المبيد في التربة وفي جذور وأوراق الشمندر نفسه بنسبة تفوق النسبة المسموح بها وهي التي تسمى الحدود القصوى لنسبة بقايا المبيدات، وهو ما يعني أن هناك احتمالا قائما لبقاء المواد المكونة للمبيد في المادة السكرية المنتجة انطلاقا من الشمندر. وتشير المعطيات العلمية إلى أن المدة الضرورية لاختفاء المبيد من التربة يتراوح بين 2 و86 يوما في الأراضي المغمورة، وبين 26 و110 أيام في تربة الحقول، وترتبط سرعة أو بطء تحلل الكاربوفيوران بعدة عوامل منها طبيعة التربة والمياه الجوفية ومعدلات استعماله. وفي اتصال ل «المساء»، قال مدير اتحاد جمعيات منتجي النباتات السكرية بالمغرب حدادي الوزاني إنه لا علم له بهذه الدراسة ونتائجها، موضحا أنه سيستفسر عن الموضوع وعما إذا كان هذا المبيد ممنوعا في المغرب أم لا، مشيرا إلى أن تداوله لدى مزارعي الشمندر في المغرب يعني أنه غير ممنوع من لائحة المبيدات المعتمدة من لدن السلطات المختصة وهي المكتب الوطني للسلامة الغذائية المحدث قبل بضعة أشهر، ولم يتسن للجريدة أن تعرف وجود أو غياب اسم المبيد ضمن اللوائح الرسمية المعتمدة. وفضلا عن دول الاتحاد الأوربي التي حظرت استعمال مبيد كاربوفيوران في الإنتاج الزراعي في دجنبر 2008، أصدرت وزارة الزراعة السعودية في فبراير 2009 قرارا بحظر استعمال هذا المبيد نظرا لسميته العالية ووجود بدائل أقل خطورة أو لسوء استخدامها من قبل بعض المزارعين أو لتقييدها الشديد من المنظمات الدولية وذلك بناء على تقارير ودراسات متخصصين وهيئات دولية معتمدة، وكذلك منعت دول أخرى هذا المبيد كالإمارات وكينيا وغيرهما.