أصدر برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، تقريرا جديدا يؤكد عدم إحراز تقدم في الحد من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) بين متعاطي المخدرات بالحقن. خاصة أنه يوجد في العالم حوالي 16 مليون شخص يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، منهم 3 ملايين شخص من المتعايشين مع فيروس الإيدز. التقرير أكد أن العالم فشل في تحقيق هدف الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي وضع في عام 2011، للحد من انتقال الإيدز بين متعاطي المخدرات بالحقن بنسبة 50٪ بحلول عام 2015، وأن تعاطي المخدرات يتسبب بهذه الطريقة في الإصابة بعدوى واحدة من بين كل عشر حالات عدوى جديدة بالفيروس، فيما تزيد على 80 في المائة نسبة جميع حالات العدوى بالفيروس من جراء التعاطي بالحقن في بعض البلدان الواقعة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، ومنها المغرب الذي ينتقل فيها السيدا باستعمال المخدرات عبر الحقن خاصة بمدن الشمال رغم أن الاستراتيجية المغربية، مكنت من الإبقاء على مستوى انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في حدود منخفضة (0,14 ٪) ليكون المغرب بذلك هو البلد الأول في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، الذي نجح في تخفيض نسبة الإصابات الجديدة بهذا الداء. التقرير الذي جاء بعنوان «لا ضرر ولا ضرار: الصحة وحقوق الإنسان ومتعاطو المخدرات»، يأتي قبيل انعقاد الدورة الاستثنائية للجمعية العامة بشأن مشكلة المخدرات العالمية، في الفترة بين يومي التاسع عشر والحادي والعشرين من أبريل في نيويورك. ويشير التقرير إلى فشل العديد من الدول في تبني نهج قائمة على الصحة وحقوق الأشخاص، للإسهام في خفض العدد الإجمالي للإصابات الجديدة بفيروس الإيدز بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن بين عامي 2010 و2014. وعزت مونيك ميدلهوف، المتحدثة باسم البرنامج، ذلك الفشل إلى السياسات التي تجرم وتهمش الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن، وعدم كفاية برامج الحد من الضرر. وقالت «أعتقد أن أول شيء ينبغي فعله هو التدخل للحد من المخاطر، مثل العلاج بالبدائل الأفيونية وبرامج الإبر والحقن. هذا أمر ضروري جدا للسيطرة على وباء الإيدز. إنه مزيج من الإرادة السياسية واستثمار الأموال في المكان الصحيح، فإذا نظرنا إلى كم الأموال التي تنفق الآن على «الحرب على المخدرات» وتطبيق القانون، سنجد أنه مبلغ لا يصدق. إذا استطعنا توجيه جزء من تلك الأموال لبرامج الحد من الضرر، فسيكون لذلك تأثير هائل بالفعل». وأضافت ميدلهوف أن التدخلات للحد من الضرر أصبحت عالمية تماما، حيث تم تنفيذها في كازاخستان وماليزيا والصين، وفي أوروبا وإفريقيا، ولكن لم يتم تبنيها على نطاق واسع بعد، ولهذا أُحرز تقدم ضئيل للغاية في الحد من العدوى بالإيدز بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن. المغرب معني بمشكل انتشار السيدا، خاصة أن وزارة الصحة تقدر عدد الأشخاص المتعايشين مع مرض السيدا في المغرب، حسب وزارة الصحة المغربية ب29 ألف مغربي من بينهم 19 ألفا يجهلون إصابتهم بالمرض. وكشفت الإحصائيات الرسمية أن 85 ٪ من الحاملين للفيروس، وصل إليهم عن طريق الجنس المتغاير، و3 ٪ عن طريق الجنس المثلي، و4 ٪ عن طريق الأم للطفل، و2 ٪ باستعمال المخدرات عبر الحقن. وأن نسبة الشباب 15 إلى 24 سنة أقل عرضة للإصابة بالفيروس في المغرب، حيث تصل نسبتهم 8 ٪، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 65 في المئة في صفوف الفئة العمرية من 25 إلى 44 سنة.