خرج شباب حي القرية الصفيحي بمدينة سيدي بنور يوم الأحد الأخير في مسيرة حاشدة، جابت العديد من شوارع المدينة قبل أن تتوقف أمام مقر الجماعة الحضرية، احتجاجا على التهميش و ظروف العيش القاسية التي تعيشها الأسر بالتجمع السكني ذاته. أعلام وطنية وصور جلالة الملك ولافتات تعبر عن مطالب هؤلاء السكان تم رفعها من طرف المحتجين الذين خاطبوا المسؤولين بعبارات احتجاجية من قبيل «ساكنة حي القرية تطالب بالعيش الكريم« و «أريد حقي يا مسؤول»، فضلا عن شعارات شفوية يمكن اعتبارها بمثابة ملف مطلبي لهذه الساكنة التي تعيش ظروفا مزرية بحي تطغى عليه مظاهر البداوة، رغم انتمائه إلى منطقة أصبحت ضمن مصاف المناطق الحضرية بتحويلها إلى عمالة منذ الإعلان عن التقسيم الإداري الجديد للمملكة سنة 2009. ويطالب المحتجون برفع التهميش و وضع حد لمظاهر «الحكرة» التي تخيّم على تجمع سكني يضم مئات الأسر المعوزة التي باتت تشكل حسب المحتجين «سوقا انتخابية ضخمة للراغبين في الوصول إلى كراسي المسؤولية سواء محليا، من خلال ضمان مقعد بالجماعة الحضرية لسيدي بنور أو وطنيا من خلال ضمان مقعد برلماني». أبرز هذه المطالب تتجلى في توفير قنوات الصرف الصحي، حيث يعيش حي القرية أزمة صحية جراء تناثر المياه العادمة مما يتسبب في انتشار الحشرات الضارة واللاسعة التي تصيب الإنسان وتشكل مصدرا لعدة أمراض تتعلق بالجلد والجهاز التنفسي، وكذا توفير الإنارة العمومية لتكسير عتمة الظلام التي تحول الحي ذاته ليلا إلى بؤرة سوداء، حيث تنتشر الجريمة بمختلف أنواعها، وتوفير الخدمات الصحية من خلال رفع التهميش عن مستوصف الحي، بتوفير أطر طبية من شأنها أن تساهم في تقديم علاج مجاني للمرضى من الساكنة التي تعاني من الفقر، وإنشاء دائرة أمنية تجسد شرطة القرب بالنسبة للسكان من خلال استتباب الأمن سيما وأن حي القرية يعاني من انتشار المنحرفين واللصوص، بالإضافة إلى إحداث منشآت اجتماعية ورياضية لاحتضان شباب الحي الذي يدفعه الفراغ إلى ركوب مغامرة الإجرام حيث غالبا ما تتلقفه السجون… ويطالب سكان حي القرية بفك العزلة عنهم، من خلال تفعيل المقررات التي تم اتخاذها من طرف المجالس الجماعية السابقة، وكذا إدماج الحي ذاته ضمن قائمة شوارع وأحياء المدينة التي تستفيد من عمليات التأهيل وإعادة الهيكلة دونما إقصاء أو تمييز. واستنفرت المسيرة الاحتجاجية ذاتها مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية التي ظلت تراقب تحركاتها عن كثب تفاديا لأي انزلاقات، كما ساعدهم في ذلك التنظيم المحكم والتأطير الفعلي للمشاركين فيها من خلال تدخلات بعض الشباب المنظمين. عبد الفتاح زغادي