مضت أشهر عديدة على انتهاء الانتخابات الجماعية و الجهوية، لرابع شتنبر الماضي،لكن المعارك القضائية التي خلفتها وراءها لم تنته بعد… فقد باشرت مصلحة الشرطة القضائية بميدلت الاستماع إلى عبد الله العلاوي، وكيل لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعضو مجلس جهة درعة تافيلالت، بناء على الشكاية المُقدمة ضده من طرف رفيقه السابق في حزب الوردة سعيد شباعتو الذي يتهمه فيها بترويج وشاية كاذبة ضده. الاتحادي السابق سعيد شباعتو، الذي دخل الانتخابات الماضية وكيلا للائحة الجهوية لحزب التجمع الوطني للأحرار على مستوى جهة تافيلالت درعة، اتهم رفيقه السابق في حزب القوات الشعبية بترويج أخبار مغلوطة حول ما عرفته الجماعة القروية "زايدة"، يوم اقتراع رابع شتنبر، حين تمت محاصرة سعيد شباعتو داخل احد المنازل من طرف عشرات المواطنين الذين اتهموه بإفساد العملية الانتخابية و توزيع أموال على الناخبين، مما استدعى استنجاده بعامل إقليم ميدلت الذي سارع للدفع بتعزيزات أمنية نحو المنزل المحاصَر لإنقاذ الوزير والبرلماني السابق سعيد شباعتو من براثن المتربصين به. و كان سعيد شباعتو عضو المكتب السياسي السابق للاتحاد الاشتراكي وكاتبه الجهوي بجهة مكناس تافيلالت، يشغل باسم الحزب منصب رئيس لذات الجهة لولايتين ونصف، وبرلماني للولاية الثالثة على التوالي، قد قدم استقالته من حزب الوردة أياما قليلة قبل وضع الترشيحات للانتخابات الجماعية والجهوية. و هي الاستقالة التي اعتبرها المكتب السياسي للحزب معيبة ولا تستجيب للشروط المنصوص عليها في مقتضيات قانون الأحزاب والنظامين الأساسي والداخلي للحزب، و كلّف، بناء على ذلك، وكيل لائحة الحزب للانتخابات الجهوية بإقليم ميدلت، عبدالله العلاوي، بالطعن في ترشيحه وإلغاء فوز لائحته بانتخابات الجهة. و هو ما أيدته محكمة النقض بالرباط، أواسط شهر مارس الماضي، حين قضت بتأييد حكم صادر عن محكمة الاستئناف الإدارية بالعاصمة بإلغاء فوز لائحة سعيد شباعتو في الانتخابات الجهوية و فقدانه للعضوية بمجلس درعة تافيلالت. و عللت هيئة المحكمة قرارها بكون سعيد شباعتو ما يزال محسوبا على حزب الاتحاد الاشتراكي و لم يقم بتقديم استقالته من الحزب ومن البرلمان الذي كان يشغل عضويته باسم حزب الوردة قبل الإقدام على الترشح في الانتخابات الجهوية باسم حزب الحمامة. محمد فكراوي