القاهرة 7 أبريل (رويترز) - وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة اليوم الخميس في مستهل زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام وتهدف إلى تأكيد دعم الرياض لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بدءا من الجانب العسكري وحتى الاقتصاد. وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها الملك سلمان للقاهرة منذ توليه الحكم خلفا لأخيه الملك عبد الله في يناير كانون الثاني 2015 لكنه قام بزيارة وجيزة لمنتجع شرم الشيخ المصري في مارس آذار العام الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري. وأذاع التلفزيون المصري الرسمي لقطات حية لوصول طائرة الملك سلمان والوفد المرافق له لمطار القاهرة الدولي وكان في استقبالهم السيسي وعدد من كبار المسؤولين المصريين. وقال التلفزيون إن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وصل إلى القاهرة قبل قليل من وصول الملك سلمان. والسعودية من أكبر داعمي حكومة السيسي الذي تولى الحكم في 2014 بعد عام على إعلانه حين كان قائدا للجيش ووزيرا للدفاع عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. وتمثل الزيارة الخارجية النادرة للعاهل السعودي ردا على تعليقات في وسائل الإعلام بالبلدين عن خلافات بينهما وترمي لإظهار أن الرياض مازالت تدعم السيسي. وتشارك مصر في تحالف عسكري عربي تقوده السعودية في اليمن لقتال الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران لكنها تمتنع عن إرسال قوات برية. وقال دبلوماسيون غربيون في القاهرة والخليج إن ذلك أدى إلى توتر العلاقات بعض الشيء لكن الرياض قبلت في نهاية الأمر أسباب مصر وتأكيداتها العلنية بأنها ستدافع عن السعودية في مواجهة أي تهديد خارجي. وقالت مصادر بالمخابرات المصرية إن السيسي يريد أن تسهم الزيارة في تخفيف التوترات وجذب المزيد من الاستثمارات السعودية وطمأنة الرياض بشأن دعم القاهرة لموقفها إزاء اتساع نفوذ إيران في المنطقة. وانعكس ذلك في الحفاوة البالغة بالزيارة فمنذ أيام يبث التلفزيون الرسمي تقارير عن متانة العلاقات بين البلدين وأهمية الزيارة التي وصفت بالتاريخية. واليوم الخميس بث التلفزيون لقطات أرشيفية وأفلاما وثائقية عن زيارات سابقة قام بها ملوك السعودية لمصر في فترات مختلفة. كما بث لقطات حية لمسيرة الموكب الذي أقل الزعيمين لقصر الاتحادية الرئاسي حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالعاهل السعودي. وتزين الأعلام المصرية والسعودية شوارع القاهرة. وأصدر الديوان الملكي السعودي بيانا صباح اليوم الخميس قال فيه إن زيارة الملك سلمان لمصر تأتي "انطلاقا من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية." وأضاف أن الجانبين سيبحثان خلال الزيارة "سبل تعزيز تلك العلاقات في المجالات كافة وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك." * محادثات اقتصادية من جانبها رحبت مصر بزيارة الملك سلمان في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية أمس الأربعاء وقالت إنها "تعكس خصوصية العلاقات المصرية السعودية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشترك ومصير واحد." وقال المتحدث باسم الرئاسة إن المحادثات ستتناول "القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك فضلا عن التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية." وأضاف "كما ستستأثر موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين بجانب كبير من المباحثات." وأغدقت السعودية ودول الخليج المساعدات على مصر منذ عام 2013 لكن يقول مراقبون إنها شعرت بالإحباط على نحو متزايد بسبب عجز حكومة السيسي عن معالجة الفساد وضعف الاقتصاد وتقلص الدور المصري على الصعيد الإقليمي. وكانت مصادر دبلوماسية قالت إن من المقرر أن يكشف المسؤولون خلال الزيارة عن استثمارات سعودية قيمتها أربعة مليارات دولار. ويوم الثلاثاء قال مصدران حكوميان بمصر لرويترز إن زيارة العاهل السعودي ستشهد توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة خمس سنوات بحوالي 20 مليار دولار وبفائدة اثنين بالمئة بجانب تقديم قرض لتنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار. وقالت بعض المصادر في الرياض إنه سيتم الإعلان عن اتفاقات للتعاون بشكل أوثق في عدد من المسائل من القوات المسلحة إلى الاقتصاد. وكان الملك سلمان أمر في ديسمبر كانون الأول الماضي بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريÜال. وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الجانبين سيعقدان جلسة مباحثات عقب الاستقبال الرسمي اليوم الخميس. وأضاف أنه ستعقد جلسة مباحثات ثانية غدا الجمعة يعقبها حضور مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين. وتشمل زيارة الملك لقاءات مع عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين المصريين بالإضافة إلى لقاء أعضاء مجلس الأعمال المصري السعودي.