في إطار المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في نسخته ال 22 ، تم يوم الجمعة بسينما أبينيدا عرض فليم "إحباط" لمخرجه محمد إسماعيل. ويعد "إحباط" (2016) الفيلم المغربي الوحيد الذي يشارك في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل هذه الدورة بعدما تم إلغاء مشاركة فيلم "رجال من طين" لمراد بوسيف لعدم التزام المخرج بالشروط التقنية للمشاركة، حسب المنظمين. ويحكي فيلم "إحباط" عن تأثيرات صدمات نفسية قوية منذ الطفولة في شاب ناجح مهنيا، ما جعله يفقد الأمل في المستقبل وفي النساء، قبل أن يقلب حياته رأسا على عقب التقاؤه براقصة محترفة، وإقباله على التعافي لدى طبيبة نفسية. شخص أدوار الفيلم (90 دقيقة) بالخصوص كل من فرح الفاسي وعمر لطفي وفهد بنشمسي ومراد إسماعيل وفاطمة هراندي (راوية). وأدلى محمد إسماعيل، بتصريح على هامش عرض فيلمه، قال فيه "يكون لمشاركتي في مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط دائما طعم خاص، بحكم أنه يوجد في المدينة التي ترعرعت فيها، وصورت فيها مجموعة من أعمالي السينمائية، والتي أعود إليها كلما سنحت لي الفرصة لذلك". وأضاف قائلا إن "مهرجان تطوان صار من أهم المهرجانات الثقافية في رقعة المهرجانات الوطنية، والمهرجانات المتوسطية، لأنه استطاع أن يصمد لمدة طويلة، ويواجه كل المتغيرات، فليس من السهل أن يبلغ مهرجان ما دورته الثانية والعشرين". وعزا المخرج المغربي هذا الصمود إلى وجود "برمجة ومثابرة وعمل دؤوب ونكران للذات من قبل جمعية أصدقاء السينما التي شكل أفرادها النواة الأولى لهذا المهرجان، الذي واكبته معهم شخصيا منذ البداية"، مضيفا أن المهرجان استطاع استقدام نجوم متوسطيين ونقاد ومخرجين كبار من ضفتي المتوسط. وقال إسماعيل "كان لي شرف أن يكون فيلمي ضمن المسابقة الرسمية لهذا المهرجان، وهذا في حد ذاته تكليف وتشريف في انتظار ما ستسفر عنه نتائج هذه الدورة من خلال لجنة التحكيم". وأشار إلى أن "الفيلم خضع، بعد عرضه لأول مرة بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، لتوضيب ثان، بسبب نقل الفيلم من الرقمي إلى تقنية (دي سي بي) الذي أضاف إليه سبع دقائق لم تكن متوقعة، ويتم الآن عرض النسخة التي سيراها الجمهور في الأيام القليلة المقبلة في القاعات السينمائية". وعن إسناد المخرج دورا لشقيقه مراد إسماعيل مدير الإنتاج، قال إن مراد إسماعيل سبق له أن شخص بعض الأدوار البسيطة لكنه أحب أن يسند له دورا مهما في هذا الفيلم، معربا عن اعتقاده أنه كان في مستوى التوقعات منه، مضيفا أنه تم الاشتغال بشكل جيد و"هذا يرجع إلى أنني اعتمدت على وجوه معروفة وأيضا على وجوه تقف لأول مرة أمام الكاميرا، وتظهر على الشاشة الكبيرة". وعن ظروف الاشتغال لأول مرة على فيلم روائي طويل، قال محمد إسماعيل إنها كانت ظروفا صعبة "عملية قيصرية"، لأنه "بصراحة لم أكن متمكنا من كل أدوات الإنتاج التي كنت أتوفر عليها، خاصة إذا علمنا أن جل أعمالي، منذ أزيد من ثلاثين سنة، كنت منتجها إلا أن الظروف شاءت ألا أكون منتج هذا العمل الأخير، فكانت هناك صعوبات كثيرة، ولكن الشريط الآن جاهز للعرض للجمهور، وبدأ يأخذ طريقه للمهرجانات الدولية". ورأى أن الفيلم سيترك بصمة في شخصيته أولا، وفي مساره كمخرج فقط، و"لكن هذه التجربة لن تعاد مرة ثانية". وعن جديد محمد إسماعيل قال إنه قبل الاشتغال على فيلم "إحباط"، كان يشتغل على موضوع يمسه كمغربي، وكفنان، وكمبدع، وهو الصحراء المغربية، من خلال فيلمه "حقوقي"، الذي ينطلق من شخصيات حقيقية، يتم الاشتغال عليها كتخييل، مضيفا أن اشتغاله على الفيلم تزامن مع الحراك الذي تعرفه الصحراء المغربية حاليا. يشار إلى أن محمد إسماعيل، وهو من مواليد تطوان سنة 1951 ، التحق بالتلفزة المغربية سنة 1974 ، حيث أنتج وأخرج العديد من الأفلام والمسرحيات والمنوعات، ومن بين أفلامه "أوشتام" (1996) و"وبعد…" (2000) و"هنا ولهيه" (2004) و"وداعا أمهات" (2007) و"أولاد البلاد" (2009) و"الزمان العاقر" (2011).