تكريم جديد وعرض فيلم سينمائي آخر «طريق العيالات« بالمركب الثقافي مولاي رشيد. تقليد درج النادي السينمائي سيدي عثمان برئاسة عبد الحق مبشور تنظيمه كل شهر. تزامن هذا التكريم، مع نبأ حزين تمثل في وفاة أحد نقاد السينما الحقيقيين، ممن ظلوا يواكبون الحقل السينمائي بالمتابعة والنقد محمد سكري. وقف الجميع وتلوا الفاتحة ترحما على روحه، وروح الراحلين محمد السوسدي ومحمد رويشة. اختيار النادي وقع على المخرجة المتميزة فريدة بورقية التي بصمت وتبصم على مسارمتألق في الإخراج التلفزيوني، والجميع يتذكر أعمالا درامية تفاعل معها المغاربة «دواير الزمان» و«جنان الكرمة» و«جنب البير» و«خمسة وخميس«وغيرها الكثير، وتعد العدة للدخول إلى بلاتوالتصوبر شهر أبربل القادم لتصوير فيلم سينمائي حول شخصية تاريخية مثيرة ويلفها كثير غموض ملكة مراكش زينب النفزاوية. «الأندية لعبت وتلعب دورا كبيرا في النهوض بالأعمال السينماية والدرامية، وما يقال في عبد الحق مبشور يبقى قليلا في هذا الإطار. ما عندناش منوجوج وتقدر تعول عليه في أي وقت، بمجرد الاتصال به وتقول ليه عندي مشكل تيحلوليك، يتعاون مع الجميع وما عمرك تسمع منوكلمة لا. وإذا كانت دوزيم تشتغل فبفضل عبد الحق...» تقول فريدة بورقية في كلمة ألقتها قبل انطلاق العرض. وفي الإتجاه نفسه سارت كلمة المكرمة الثانية بطلة الفيلم منى فتو، بعد أن شكرت رئيس النادي «الأندية افتقدناها على الساحة والجميع يعرف أهميتها وشكلت الأساس في انتعاشة السينما وإنجاب أجيال تهتم بالفن السابع». وعادت منى بشريط ذكرياتها إلى أيام تصوير هذا العمل السينمائي، وما طبعها من متعة كبيرة بفضل زميلتها وصديقتها وأختها فريدة بورقية، ووصفت الفيلم بكونه «كان مغامرة وسفرا من الشمال إلى الجنوب، وفي الوقت نفسه أعتبره سفرا داخليا للبحث عن الذات واكتشافها، الاشتغال مع فريدة لا يخلومن مفاجآت جديدة ومن شوية الغوات تبتسم» منى فتو. الفنان محمد البسطاوي حضر إلى حفل تكريمه هذه المرة، بعد أن تعذر عليه تلبية دعوات النادي في مناسبات سابقة بسبب التزاماته المهنية «سعيد بصح ماشي بالهدرة ما كانش ممكن نحضر في مرات سابقة لظروف قاهرة. منين دابا جالس لبيت الدعوة باش نشوف الجمهور ويشوفني». ولم يفت بسطاوي البوح بكلمة حق في حق المخرجة فريدة بورقية، لما كان لها من فضل كبير عليه، إذ أتاحت له الفرصة ليكتشفه الجمهور على شاشة التلفزيون من خلال أعمال «دواير الزمان» و«ولاد الناس» و«جنان الكرمة» و«عبد الرحمان المجدوب». ودعا بسطاوي إلى ضرورة الاهتمام بالفنان وهوعلى قيد الحياة «جميع الفنانين المغاربة سواء المغمور أوللي وصل شي حاجة يحبون بلادهم حب كبير وهم في حاجة دائما مثل شي طفل صغير إلى الاهتمام ومن يقول في حقهم كلام زوين». وعودة إلى فيلم «طريق العيالات» الصادر قبل ست سنوات، فإن ما منحه التميز، ونفخ فيه روحا مرحة القدرة الأدائية للفنانتين القديرتين عائشة ماه ماه بأدائها الفطري والعفوي في دور رحمة، ومنى فتوفي دور أمينة. هذه الأخيرة شخصت دور امرأة عصرية، وذات نزوع تحرري، تسافر إلى مدينة تطوان لإخراج زوجها تاجر المخدرات من السجن، أما ماه ماه فمثلت دورة امرأة عجوز في الستين من عمرها بائعة جائلة، تسعى إلى بلوغ هدف واحد الالتقاء بابنها الذي هاجر بشكل سري، وحصد في طريقه كل ما جنته بتعبها وعرقها من أموال . تتوالى أحداث الفيلم اعتمادا على اللقاء بين شخصيات متعددة، كل شخصية تروي قصتها انطلاقا من عائلة بطلة الفيلم نفسه أمينة، إذ كان هاجس والدتها «فاطمة وشاي» الوحيد تزويجها للتخلص منها، ووصولا إلى قصة محمد خيي الذي كاد يفارق الحياة نتيجة تسميم زوجته له للهروب مع عشيقها. بيد أن المخرجة تناولت تيمة الهجرة السرية بطريقة فنية، خالفت فيها المألوف، ولم تعتمد إظهار القوارب وما تستلزمه من مقومات سينمائية أخرى، لكنها اختارت أن تضمنه ضمن تنايا أحداث الفيلم، باسطةة رؤيتها نقذها لهذا الظاهرة من خلال التبئير على معاناة المرأتين اللتين اكتوتا بنارها، وجمعت الطريق بينهما، فضلا عن تناولها لسلبيات مجتمعية أخرى كنظرة بعض الرجال للمرأة كجسد وغياب الأمن وانتشار التشرد....