اختار مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي المعروف ب«البنود»، مدينة شفشاون لينظم ورشة عمل حول «التدبير المتقدم للجماعات الترابية لتوفير خدمة أفضل للسكان المحليين»، الذي اختتمت أشغاله يوم الأربعاء. بحضور وازن لعدد من الفاعلين المغاربة الماضي والأجانب، من بينهم مسؤولون في هاته المنظمة العالمية، التي قالت نائبة مديرها «إن المغرب أصبح نموذجا للحكامة والتدبير الجيد، ومرجعا في مجموعة من المجالات في السياسة واللامركزية». وكانت نجاة رشدي نائبة مدير مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في جنيف، قد أوضحت خلال الندوة الصحفية التي سبقت، افتتاح أشغال الورشة التي امتدت على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، إن «ما أنجز بالمغرب انطلاقا من نوعية التضامن والتعاون جنوب جنوب، شجع على العودة إليه، ولعدد من جماعاته من بينها شفشاون»، التي اعتبرتها مدينة تاريخية وفاتنة يمكن أن تكون «نموذجا في التدبير والحكامة الجيدة». توضيحات المسؤولة بالمنظمة نوهت بمجهودات المغرب في الإصلاحات السياسية الأخيرة، والتوجهات الكبرى لضمان خدمات أفضل للمواطنين، معتبرة التدبير الجماعي هو اللبنة الأساسية لهذا التقدم. على نفس النهج سارت زميلتها علياء آل دالي نائبة الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب التي أوضحت «أن متانة العلاقات التي نسجها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالمغرب مع مجموعة من المؤسسات الحكومية والإدارات والجماعات المحلية، وتفاعل هاته الأطراف مع المشاريع الإنمائية التي تبناها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ساعد على تطوير مجموعة من البرامج التي أصبحت مرجعا دوليا». الورشة التي تحتضنها مدينة شفشاون حول التدبير الجيد، تتخذ من «مبادرة إيزيميد» موضوعا لها، وتروم بالأساس زيادة الكفاءة والفعالية والشفافية من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة بالجماعات المحلية، في تعاملاتها مع المواطن والمؤسسات العمومية والخصوصية، وتوضح علياء أن التكنولوجيات الحديثة من شأنها تحسين الخدمات و ترشيد الولوج إلى المعلومة ، وهذا كله يساهم في «الحكامة وفي الأداء العمومي» . رئيس قسم منظومة الأممالمتحدة للتنمية، التابع لمديرية التعاون متعدد الأطراف بوزارة الشؤون الخارجية، عبد المالك أشرقي الحاضر بدوره في منصة الندوة الصحفية التي احتضنتها دار الجمعيات بشفشاون مساء الإثنين المنصرم، قال «إن المغرب يتوفر على تجربة مهمة بدأها منذ سبعينيات القرن الماضي في مجال التعاون جنوب جنوب، مكنته من التقريب ما بين الدول الصديقة والشقيقة»، بل جعلته حسب رأيه قادر على أن يلعب دورا مهما في هذا الصدد، وهو ما أكده برنامج تعاون جنوب جنوب خلال السنوات الأخيرة. رئيس الجماعة المستضيفة، والتي احتضنت الأسبوعين الأخيرين منتدى المدن المحصنة، أكد استعداد المدينة الجبلية الصغيرة، للعمل بتعاون مع «بنود» من أجل تطوير أداء جماعته، خاصة على مستوى الشفافية، وإطلاع المواطنين على البرامج والمراسلات والمشاريع التي يتم التخطيط لها وتنفيذها. الورشة التي تنتهي أشغالها اليوم بإصدار مجموعة توصيات، اعتبرها المشاركون والمنظمون على حد سواء، بكونها «منصة» لإطلاق دليل عملي بمدينة شفشاون حول موضوع «تكنولوجيا الإعلام والاتصال لدعم تحديث تدبير الجماعات الترابية». والذي يدخل في إطار تعزيز التعاون جنوب جنوب بين المغرب ولبنان وتونس وموريتانيا والسينغال والغابون في مجال اللامركزية وتحديث أساليب تدبير الجماعات الترابية. مصطفى العباسي