بدأت بلجيكا الاربعاء فترة الحداد على القتلى ال31 والجرحى ال270 الذين سقطوا في اعتداءات بروكسل التي ارتكبها ثلاثة انتحاريين بينهم شقيقان وجميعهم على صلة باعتداءات باريس في 13 نوفمبر. وبعد الاعتداءات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية واشاعت الذعر صباح الثلاثاء في مطار بروكسل ثم محطة مترو مالبيك, اثارت صعوبة التعرف على الضحايا قلق الاسر. وفي مستشفى ارازم الذي استقبل 16 ضحية شاهد المسؤول عن قسم العناية الفائقة جاك كروتور "اصابات شبيهة بتلك التي تقع في ساحة حرب كالاعضاء المبتورة والرضوض الدماغية والكسور". ووقف الاف من سكان بروكسل دقيقة صمت ظهرا خصوصا في الساحة المركزية التي اصبحت نقطة تكريم الضحايا. وقالت ميلا لوتومب الطالبة في ال15 من العمر "اننا اقوى من الارهابيين. نريد ان نظهر للجميع ان هناك املا". ومساء, شارك مئات حاملين شموعا في مسيرة امام المطار بحسب صحافيين من وكالة فرانس برس. وخلال مؤتمر صحافي اكد المدعي الفدرالي البلجيكي فريدريك فان لو الاربعاء ان انتحاريين اثنين هما الشقيقان ابراهيم وخالد البكراوي. وقد فجر الاول نفسه في المطار قبيل الساعة الثامنة (7,00 ت غ) فيما فجر الثاني نفسه في محطة مترو مايلبيك وفق المدعي الفدرالي. وقالت مصادر في الشرطة لفرانس برس ان الانتحاري الثالث هو نجم العشراوي, مؤكدة معلومات نشرتها وسائل اعلام بلجيكية. وعثر على اثار من حمض العشراوي النووي في مساكن عدة استخدمها منفذو اعتداءات 13 نوفمبر وكذلك على متفجرات استخدمت في هجمات باريس وسان دوني. وثمة شخص رابع كان مع ابراهيم البكراوي والعشراوي كما اظهرت صورة لكاميرات المراقبة, يجر عربة حقائب في المطار. ولم يتمكن المحققون حتى الان من كشف هويته علما بانه لا يزال فارا وتجري ملاحقته. وكانت الشرطة تلاحق الشقيقين البكراوي بسبب علاقتهما بصلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي على قيد الحياة من المجموعة المنفذة لاعتداءات نوفمبر في باريس والذي اعتقلته السلطات البلجيكية الجمعة في مولنبيك بعد ملاحقة استمرت اربعة اشهر. وكان خالد قام على ما يبدو باستئجار شقة في شارلروا (جنوب) بهوية مزيفة انطلق منها منفذو اعتداءات باريس في 13 نوفمبر. كما استأجر بهوية مزيفة شقة في حي فورست في بروكسل حيث وقع تبادل لاطلاق النار خلال عملية مداهمة الاسبوع الماضي مما ساعد في تسريع عملية القبض على المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام. – اكثر من اربعين جنسية – وتأكيد مشاركة الشقيقين البكراوي في اعتداءات بروكسل يقيم رابطا مباشرا بين الشبكة واعتداءات باريس (130 قتيلا). واعتداءات بروكسل الثلاثاء وهي الاكثر دموية التي تشهدها العاصمة البلجيكية والاوروبية. وتعزز هذه المعلومات القلق حول قدرة الشبكات الجهادية البلجيكية على مواصلة تنفيذ اعتداءات دامية رغم تشديد الاجراءات الامنية في اوروبا وزيادة ضغوط الشرطة بشكل كبير منذ اعتداءات باريس. واعلن عن اجتماع استثنائي لوزراء الداخلية والعدل الاوروبيين الخميس. وعثرت السلطات على الشقة التي تمت مداهمتها في منطقة شاربيك حيث انطلق الانتحاريون الثلاثة على راية تنظيم الدولة الاسلامية وعبوة ناسفة, وكانت ورشة حقيقية لصناعة القنابل "15 كلغ من المواد المتفجرة و150 ليترا من مادة الاسيتون و30 ليترا من ماء الاوكسيجين وصواعق وحقيبة مليئة بالمسامير ومعدات لصناعة عبوات ناسفة". وافاد المدعي ان المحققين عثروا في صندوق قمامة في هذا الشارع على كمبيوتر يحتوي على رسالة "وصية ابراهيم البكراوي". وقال فيها "انه على عجلة من امره. ولم يعد يعلم ما عليه فعله وانه مطارد في كل مكان". ويبدو انه يحذر فيها شركاءه بانهم اذا استمروا لفترة طويلة سيلقون المصير ذاته", في اشارة على ما يبدو الى صلاح عبد السلام المسجون في بروج بانتظار تسليمه لفرنسا. واكد المدعي ان سائق سيارة الاجرة الذي نقل الرجال الثلاثة الى المطار هو من قاد الشرطة الى شقة شاربيك. في غضون ذلك, اعلنت تركيا ان احد الثلاثة اعتقل في يونيو 2015 في جنوبتركيا وابعد الى بلجيكا ثم افرج عنه البلجيكيون. واعلن مسؤول تركي رفيع لوكالة فرانس برس ان "انتحاري" مطار بروكسل الذي اكد الرئيس رجب طيب اردوغان انه طرد العام 2015 من تركيا الى بلجيكا قبل ان يفرج عنه يدعى ابراهيم البكراوي. في حين اعلن المدعي ان حصيلة الاعتداءات هي 31 قتيلا و270 جريحا تعتبر الحكومة انه في مدينة بروكسل اصيب اشخاص "من اكثر من اربعين جنسية على الارجح". وتوفيت بيروفية ومغربية وطالب بلجيكي واصيب 10 فرنسيين وبريطانيان وثلاثة اميركيين بجروح بحسب معلومات موقتة. وفي حين بدأ الحداد الوطني وقف ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلد دقيقة صمت الى جانب رئيس الوزراء شارل ميشال في قلب الحي الاوروبي وسط التصفيق. ووضع نظيره الفرنسي مانويل فالس باقة ورود في محطة مالبيك. وحاول تبديد الجدل المتعلق بفعالية المحققين البلجيكيين مؤكدا انه "لم يشعر ابدا باي سذاجة لدى الاصدقاء البلجيكيين". وتذرعت بولندا بهذه الاعتداءات لاعلان رفضها استقبال اي مهاجر. ويتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة الى بروكسل "لتقديم رسميا تعازي" بلاده. وسيبقى مطار العاصمة مغلقا حتى الخميس على الاقل. واعيد فتح 11 محطة مترو من اصل ستين تحت مراقبة امنية مشددة لكنها لم تكن مكتظة كالعادة.