في اليوم العالمي للكلي الذي صادف العاشر من مارس، لازالت ثقافة زرع الأعضاء بالمغرب تتلمس طريقها، بالمقارنة مع الدول المتقدمة، ففي فرنسا 70 في المائة من الفرنسيين يتبرعون بأعضائهم، مقابل 30 في المائة يتحفظون عن ذلك، وهو اقتناع تم بعد أربعين سنة من التحسيس والتوعية، في المقابل وحسب البروفيسور بنيونس الرمضاني رئيس مصلحة طب الكلي بالمركز الجامعي ابن رشد، أن عملية التحسيس بالتبرع بالأعضاء لم تنطلق إلا سنة 2010. وأكد رئيس مصلحة طب الكلي أنه لحد الساعة تم إجراء 20 عملية زرع كلي عند الأطفال، و350 عملية عند الكبار على صعيد المستشفى الجامعي ابن رشد. رقم جعل المغرب يتصدر الصف الأول مغاربيا على صعيد التبرع بالأعضاء، خاصة الكلي والكبد والقلب، والتي يتم زرعها من أصحابها في موت دماغي. ولايزال التبرع رغم المجهودات المبذولة محدودا، نظرا لضعف عدد المتبرعين، الذين لا يتجاوز عددهم الألف متبرع. من جهة أخرى أكد بنيونس الرمضاني أن «طموحنا أكبر في القيام ب50 عملية سنويا لزرع الأعضاء في كل مستشفى جامعي، أي 300 عملية زرع سنويا في المستشفيات الجامعية الستة وطنيا». ويصل عدد المغاربة المصابين بأمراض الكلي إلى مليون مريض، من بينهم 17 حالة إصابة بالقصورالكلوي، من الجنسين ومن مختلف الأعمار يخضعون لحصص «الدياليز»، التي ترتفع كلفتها المادية والمعنوية في غياب التغطية الصحية . وكشفت البروفيسور أمل بورقية رئيسة «جمعية كلي» أن أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط الدموي وراء الإصابة بأمراض الكلي، بما فيها القصور الكلوي، الذي يصنف ضمن أمراض الصحة العمومية، حيث يسجل المغرب سنويا ألف حالة جديدة للقصور الكلوي، الذي يحتاج إلى التصفية. وحسب دراسة ميدانية فإن 17,2 في المائة من مرضى القصور الكلوي مصابون بالسكري، و19 في المائة يعانون من ارتفاع الضغط الدموي. وأعلنت الاختصاصية في أمراض الكلي، عن إطلاق مبادرة لفحص الأطفال بالمجان، وذلك في إطار التشخيص المبكر بغية تحديد طبيعة أمراض الكلي، التي قد يعانون منها وهم في جهل تام. وإلى جانب ذلك تم تنظيم مسيرة من أجل الأطفال المصابين، وحملات للكشف عن هذه الأمراض داخل أوساط الأطفال. سعاد شاغل