«الماء والخضرة والوجه الحسن».. أغنية غناها الراحل عبد الحليم حافظ من كلمات الشاعر محمد حمزة وألحان الموسيقار بليغ حمدي. أغنية جاءت مباشرة بعد الأزمة التي كادت أن تعصف بصداقة الراحلين عبد الحليم حافظ وجلالة الملك الحسن الثاني بسبب الحفل الفني الذي أحياه العندليب الأسمر بالجزائر أمام الرئيس الجزائري بن بلة وضيفه تشي كيفارا. غير أن هذه «الوشاية»، أو «الإشاعة»، لم تعمر طويلا، إذ سرعان ما أدرك عبد الحليم الموقف، بعد تدخل ذوي النيات الحسنة للصلح بينه وبين الراحل جلالة الملك الحسن الثاني، فعاد العندليب الأسمر إلى المغرب مجددا ليفتح صحفات جديدة مع هذه الأرض وملكها وشعبها. وظل عبد الحليم يردد في كل مناسبة أتيحت له سواء بالقاهرة أو بالرباط :«قالوا للملك إن عبد الحليم غنى في الجزائر ضد المغرب.. صحيح أنني غنيت في الجزائر، لكن ليس صحيحا أنني غنيت ضد المغرب.. وللأسف نجحوا في خطتهم ووشايتهم وأكاذيبهم.. وكانت النتيجة منع نشر أخباري في الصحف والمجلات المغربية.. ومنع إذاعة أي أغنية من أغنياتي من إذاعة المغرب. وقررت أن أشرح الحقيقة للملك.. كتبت رسالة مطولة أشرح له فيها موقفي». نفس هذا العنوان « الماء والخضرة والوجه الحسن» الذي حملته أغنية عبد الحليم حافظ ، سيحمله فيلم مصري جديد سيرى النور في قادم الأيام. الفيلم من بطولة ليلى علوي ومنة شلبي وباسم سمرة وصابرين. إخراج يسري نصر الله. ومن المنتظر أن يعرض الفيلم ، حسب ماقاله منتجه أحمد السبكي لجريدة «اليوم السابع»، خلال مناسبة شم النسيم بحر هذه السنة. هذا الفيلم، وفق عدة تقارير إخبارية، لا علاقة له بأغنية عبد الحليم حافظ، وإنما هو عمل سينمائي يتناول « حياة طباخي الأفراح في الأرياف، من خلال ثلاثة طباخين، هم: ليلى علوى ومنة شلبي وباسم سمرة، وعلاقة هذه الفئة ببعضها، إضافة للمعاناة التى يواجهونها في بعض الأحيان، والمواقف التى يقابلونها أيضا أثناء تواجدهم في أفراح فئات طبقية مختلفة». فقط، فيلم يسرى نصر الله الجديد سيعيد إحياء أغنية عبد الحليم حافظ سواء في مصر أو المغرب، وسيذكرنا بالزمن الجميل الذي كانت فيه الأغنية الوطنية والحماسية ذات تجربة إبداعية متميزة شعرا ولحنا.