عادت استئنافية أكادير لترجع كفيفة مطلقة إلى بيتها بزنقة الفداء درب الحمام حي التقدم بأولاد تايمة، حيث أيدت هيئة أكادير قرار ابتدائية تارودانت وقضت بإرجاع خديجة العسري وأمها بالتبني زهرة الترحيم إلى البيت حيث قضت طفولتها وهي تعيش في حضن والديها بالتبني، وكان أبوها توفي فتمكنت شقيقته من طردها رفقة زوجة الراحل من هذا البيت بموجب حكم قضائي حكم عليهما بالإفراغ، وقام قضاء تارودانت بتنفيذه بسرعة قياسية عبر تسخير القوة العمومية فألقى بأثاث بيت الأرملة زهرة والكفيفة وابنيها القاصرين في الشارع. قبيل عيد الاضحى بثلاثة ايام؟ القضاء بحسب متتبعين ارتكب خطأ عندما حرم الزوجة من حقها في الميراث فقط لعدم وجود ما يؤكد ثبوت الزوجية بين الراحل وزوجته، وكانت ساكنة أولاد تايمة استهجنت هذا الحكم الذي جرى تنفيذه في أعز الايام عند المسلمين معتبرة إياه متحيزا على اعتبار أن الراحل عاش رفقة زوجته عمرا مديدا بدون اي خلاف ويعرف ذلك القاصي والداني، وإذا كان أغفل توثيق زواجه مع الارملة فلا ينبغي أن يكون القضاء قاسيا إلى حد رمي فيه بأثاث الارملة والضريرة المطلقة الكافلة لقاصرين مستجيبا إلى رغبات شقيقة الزوج التي استغلت هذه الثغرة لطرد زوجة أبيها وابنته بالتبني. رغم أن زوجته حرمت باقي التركة التي خلفها الهالك. خديجة العسري، مطلقة وأم لقاصرين، وجدت مند أكتوبر من سنة 2013 نفسها في الشارع العام، بعدما ألقى مأمور التنفيذ بأثاثها خارج البيت الذي عاشت به منذ 1973 سنة ميلادها. قامت الساكنة بكسر اقفاله وإرجاعها إليه فاتهمت بتحقير قرار قضائي واعتقلت من قبل النيابة العامة، وتحت ضغط الشارع تم الافراج عليها، فقضت المطلقة رفقة ابنيها عيد الأضحى خارج بيتهما. تبناها المرحوم لتصبح ابنته رفقة زوجته زهرة الترحيم التي مازالت على قيد الحياة. وعندما كبرت تزوجت من رجل أنجبت منه طفلين عماد وأمين، فطلقها وعادت بهما إلى بيت كفيلها لتعيش معه إلى أن غادر هذه الدنيا، بعد الطلاق خرجت خديجة لتضرب في الأرض من أجل إعالة ابنيها. لكن من جديد ستحل المأساة، فاجأها رمد العيون، وذهب ببصرها، كل ما بقي لها في الدنيا، لتتفاقم وضعيتها الاجتماعية، ففقدت كل أمل في الخروج للعمل والتشمير على ساعد الجد كما ظلت تفعل، إلى جانب أن ابنيها مازالا صغيرين في حاجة إلى الرعاية اليومية، ومتابعة دراستهما. المصائب أتت تباعا، فبعد موت والدها طالب الورثة القائمون بالتعصيب من الضريرة بأن تغادر رفقة ابنيها، وتوج ذلك برفعهم دعوى الإفراغ ضدها. الكفيفة بعدما لم يراع الورثة وضعيتها الاجتماعية، قامت زوجة الهالك وأمها بالتبني زهرة الترحيم بتوثيق عقد صدقة بموجبه وهبت حصتها من الإرث إلى هذه الكفيفية. هذا الإجراء الإنساني تعرقل بدوره، وتأخرت أجرأته، فسبقه حكم يقضي بالإفراغ ضد هذه الأسرة المحطمة، لأن أرملة المرحوم لا تتوفر على عقد زواج موثق. وتطلب ذلك القيام بجملة إجراءات. سنتان ونصف خارج البيت قضتها أرملة مسنة رفقة ابنتها الضريرة وحفيديها القاصرين لم تكن سهلة، فلم تجد بجانبها سوى المنظمة المغربية لحماية الطفولة في شخص رئيسها الحسين نجاري، وأحد الأجانب الذي قام بإسكانها بيتا على سبيل الكراء، مستجيبا بذلك إلى نذاء الكفيفة خديجة العسري وابنيها وأمها بالتبني التي كتبت لها عقد صدقة لكل ممتلكاتها. ادريس النجار