تختلف الأسباب التي تدفع بالأمهات إلى حرمان أزواجهن السابقين من رؤية أبنائهم، فقد يكون الدافع أحيانا الرغبة في الانتقام من الطليق ويصبح الأبناء وسيلة لتعذيبه، خاصة إذا كانت شخصية الأم قوية ومتسلطة، ومن النوع الذي لا يتسامح بسهولة ويغفر للآخرين أخطاءهم، بحيث تصر على الانتقام من طليقها إذا اكتشفت أنه كان على علاقة بامرأة أخرى مثلا، أو بسبب الخلافات المادية. بينما في حالات أخرى يكون السبب هو العنف الذي كان يمارسه الزوج على زوجته، بسبب الإدمان على المخدرات والكحول والسلوكات العدوانية التي قد تصدر عنه حين يكون فاقدا لوعيه. ومن بين الأسباب التي قد تدفع الأمهات إلى عدم السماح بتبادل الزيارات بين الأبناء وآبائهم نجد أيضا تحرش الأب جنسيا بالأبناء، وهي حالات أصبحت منشرة داخل المجتمع المغربي، وتكون دافعا قويا بالنسبة للمطلقات اللواتي يخشين من تكرار تلك الحوادث، فيحاولن بالتالي حماية أطفالهن بحرمانهم من تبادل الزيارات مع آبائهم بعد الطلاق. ويعتبر حرمان الطرف الآخر سواء كان الأب أو الأم من حقه في رؤية إبنه ظاهرة غير صحية. ويكون الطفل دوما الخاسر الأكبر في هاته الحالة، لأنه يكون في أمس الحاجة إلى حنان الأم والأب معا. ويخلق غياب الأب في حياة الإبن اضطرابات نفسية كثيرة لدى هذا الإبن لأن نمو شخصيته واستقرار حالته النفسية يعتمد بشكل أساسي على وجود الأب. ولذلك يجب على الآباء والأمهات أن يعوا جيدا أهمية الزيارات المتبادلة بين الأبناء وبين الطرف الذي لا يكون لديه الحق في حضانتهم، لأن ذلك يضمن التوازن النفسي لهؤلاء الأبناء، وينبغي أن تحرص الأمهات على أن يكون التواصل دائما بين أبنائهم وآبائهم، خاصة إذا كان الآباء يتمتعون بالأخلاق الطيبة لأن ذلك بالتأكيد سيكون له تأثير إيجابي على الأبناء وحتى على الآباء لأنهم يحتاجون بدورهم إلى إشباع غريزة الأبوة ويستمدون من زيارتهم لأبنائهم الإحساس بالسعادة والطمأنينة. اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية