بعد رفض الحكومة مراجعة مشاريع القوانين المتعلقة بإصلاح التقاعد التي وضعتها على أنظار المؤسسة البرلمانية وتوقف الحوار بين الحكومة والنقابات، عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة اليوم الجمعة، ليؤكد من جديد أنه يرحب بالمقترحات الفعالة والناجعة والتي من شأنها إصلاح التقاعد، قائلا: «النقابات إلا عندهم شي حل على راسي وعيني». بنكيران الذي كان يتحدث خلال منتدى التقاعد المنظم من طرف معهد صندوق الإيداع والتدبير والكرسي الأكاديمي "الاحتياط الاجتماعي" بالجامعة الدولية بالرباط، يوم الجمعة 12 فبراير الجاري، قال إن الحكومة مازالت منفتحة على الحلول المقترحة من طرف النقابات والكفيلة بإصلاح أنظمة التقاعد، مشيرا إلى أن المشروع أخذ من الوقت ما يكفي، وأصبح من الضروري الحسم فيه. وأوضح بن كيران أنه «منذ تعيينه رئيسا للحكومة، اجتمع مع النقابات من أجل مناقشة موضوع التقاعد، دون التوصل لحلول تنهي الأزمة التي تتخبط فيها أنظمة التقاعد»، منتقدا الإضراب الوطني عن العمل الذي تعتزم النقابات خوضه لمدة 24 ساعة يوم 24 فبراير الجاري، حيث قال: «إذا كان الإضراب سيحل المشكل أنا بدوري سأضرب عن العمل». وفي موضوع متصل، اعتبر سعيد احميدوش، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أن «مجموعة من الدراسات الأكاديمية أثبتت أن الدول التي تعتمد أنظمة اجتماعية قوية، هي التي صمدت أمام الأزمات الاقتصادية واستمرت في توفير العيش الكريم لمواطنيها المتمثل في الرعاية الاجتماعية والصحية». وتحدث احميدوش عن أنظمة الضمان الاجتماعي بالبلدان الإفريقية، مشيرا إلى أنها «في غالبيتها تتميز بضعف التغطية»، موضحا أن بلدان مثل المغرب ورثت أنظمتها عن الاستعمار. وكشف احميدوش أن عدد المصرح بهم من القطاع العام والخاص ارتفع عام 2015 بنسبة 80 في المائة بعدما كان يراوح 43 في المائة، مبرزا أن «الحماية الاجتماعية لازالت مقتصرة على الأجراء في القطاعين دون تعميمها على العمال والحرفيين غير النظاميين». من جهته دعا عبد اللطيف زغنون، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، إلى إصلاح منظومة التقاعد وجعلها أكثر ديمومة وتوسيع الحماية الاجتماعية والصحية لصالح مجموع العمال والأجراء. وقال إن أنظمة التقاعد تختلف من دولة إلى أخرى حسب خصوصياتها، مقدما مثال القارة الأوربية التي حققت نسبا عالية في التغطية الصحية لمواطنيها لكنها تعاني من مشكل الشيخوخة، الذي يتهدد أنظمة تقاعدها، حسب تعبيره.