نيويورك, 30-1-2016 (أ ف ب) -بقلم بريجيت دوسو قبل ستة اشهر, لم يكن احد يعتقد انه يتمتع باي فرصة, لكن بفضل تصريحاته الصاخبة تمكن دونالد ترامب من تغيير مسار الحملة للانتخابات الرئاسية الاميركية وفرض نفسه كمرشح جمهوري لا يمكن تجاوزه على الرغم من استياء الحزب. والملياردير البالغ من العمر 69 عاما الذي بنى ثروته في قطاع العقارات, لم يهتم جديا يوما بالانتخابات. فقبل ان يبدأ حملته هذه كان معروفا خصوصا بالابراج والكازينوهات التي تحمل اسمه وطلاقاته التي احتلت عناوين الصحف الصفراء وكمقدم لبرنامج تلفزيون الواقع "ذي ابرانتيس". لكن هذا الشعبوي الذي راودته من قبل فكرة الترشح للانتخابات الرئاسية الاميركية, اقتحم عالم السياسة بقوة مفرطا بايمانه في نفسه. وهو يتجرأ على قول كل شىء واحيانا امورا لا اهمية لها ويضرب في الاماكن الموجعة بدون اي تردد. ووعد بانه اذا انتخب سيبني جدارا على الحدود المكسيكية تغطي نفقاته المكسيك لمنع الهجرة السرية. وهو يريد ان يطرد من الولاياتالمتحدة المهاجرين السريين البالغ عددهم احد عشر مليون شخص. وفي مواجهة الارهاب تحدث عن منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة, و"سيقطع بسرعة رأس" تنظيم الدولة الاسلامية "وسيأخذ نفطها". وترامب معجب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويعتبره "زعيما قويا" ويدين ارتفاع حرارة الارض الذي يعتبره اختراعا صينيا. ويتمتع الرجل الثري بشخصية قوية ويعتبر نفسه منقذا لاميركا تحتضر واصبحت موضع سخرية للعالم. وغالبا يتدفق على تجمعاته الانتخابية Bلاف الاميركيين المتواضعين في اغلب الاحيان الذين اضرت بهم العولمة ويشعرون بان النخب السياسية خانتهم. ويدين ترامب الذي لا يتهاون اطلاقا في اناقته "الاغبياء" الذين يقودون البلاد ويلعب على وتر المخاوف ويعد بان "يعيد لاميركا عظمتها" وهو الشعار الذي رفعه. ويوجه دونالد ترامب بسخاء الشتائم لمنافسيه. فتيد كروز رجل "شرير (…) لا يحبه احد" و"ابله ينام في احضان وول ستريت". اما جيب بوش فهو "سخيف" و"مثير للشفقة". وبرأيه هيلاري كلينتون التي دعاها الى حفل زفافه "تكذب دائما" و"سلمت نفسها" لاوباما في 2008 كما يجرؤ على القول. اما بيرني ساندرز فهو "كارثة". ويثير ترامب اعجاب البعض واستياء Bخرين لكنه مسل ايضا. فهو يخرج دائما منتصرا اذ ان تصريحاته الحادة امنت له تغطية تلفزيونية اكبر من تلك التي يتمتع بها كل خصومه الجمهوريين مجتمعين. ووسط عجزهم عن ايجاد بديل للرجل الذي حصد حتى الBن 36 بالمئة من نوايا التصويت على المستوى الوطني, يشعر قادة الحزب الجمهوري بارتباك شديد. وفي مجلة ناشيونال ريفيو اتهمته اقلام محافظة مؤخرا بانه "انتهازي سياسيا" ويعاني من "جهل استثنائي" و"دجال" و"اناني وفارغ". لكن دونالد ترامب الذي يمول حملته بنفسه ويسافر في طائرة البوينغ 757 الخاصة التي يملكها لم يأبه بكل هذه الانتقادات. والملياردير كان ديموقراطيا من 1987 الى 1999 ثم عضوا في حزب الاصلاح (1999-2001). واصبح ديموقراطيا مجددا في عهد جورج بوش الذي لا يحبه (2001-2009) ثم تحول الى جمهوري (2009-2011) فمستقلا ثم جمهوريا من جديد (2012-2016). – هاو للمصارعة الحرة – ====================== ودونالد ترامب مولود في نيويورك وكان رابع خمسة ابناء لقطب عقارات نيويوركي. وبعد ان درس التجارة انضم الى الشركة العائلية في 1968. وقد ساعده والده في بداياته "بقرض صغير لا يتجاوز المليون دولار". في 1971 تولى دونالد ترامب ادارة شركة والده الذي كان يبني منازل للطبقة الوسطى في بروكلين وكوينز. اما هو, فيفضل الابراج الفاخرة والفنادق والكازينوهات وملاعب الغولف من مانهاتن الى بومباي مرورا بميامي ودبي. وكان هاوي المصارعة الحرة من المساهمين في مسابقتي انتخاب ملكتي جمال الكون واميركا. وقد رفع او استهدف بعشرات القضايا المدنية المرتبطة باعماله. وبين 1991 و2009 وضعت اربعة من الكازينوهات التي يملكها تحت حماية القانون الاميركي حول الافلاس. تزوج دونالد ترامب ثلاث مرات وكانت اثنتان من زوجاته عارضتي ازياء والثالثة ممثلة. وهو اب لخمسة اولاد وجد لسبعة اطفال. كان ترامب في تسعينات القرن الماضي من مؤيدي حق الاجهاض. وهو ضد مراقبة الاسلحة النارية بعدما وجه اليها انتقادات. ويريد فرض رسوم كبيرة على الواردات الصينية. لكن في ما يتعلق ببرنامجه, يجب الانتظار. وقال مؤخرا "نريد ان نكون خارجين عن اطار التكهنات. نريد ان نكون لاعبي بوكر لاعبي شطرنج", مشددا على انه لا يريد ان يعرف اعداء الولاياتالمتحدة او اصدقائها بما يفكر به.