بالنسبة لثلث أرباع المراهقين المغرب «مكان لا يستطيعون تحقيق ذواتهم فيه». والمغرب في أعين هذه الفئة من المجتمع إما «تنافسيا» (32.9 في المائة) أو «ممتعا» (30 في المائة) أو «صداميا» (29.1 في المائة) أو «مرهقا» (28.5 في المائة). مع فارق بسيط في استعمال هذه النعوت، بما أن المراهقين الأصغر سنا (12-15 سنة) يعتبرون بلدهم تنافسيا وممتعا، هذا في ما يراه الأكبر سنا منهم (16-18 سنة) تنافسيا وصداميا وغير مستقر. مما يعكس النظرة التفاؤلية عند المراهقين الصغار بخلاف الأكبر منهم سنا، الذين لديهم ميول انتقادي أكبر اتجاه العيش في المغرب. إنها خلاصة ضمن خلاصات أخرى تضمنها تقرير بحث استقصائي حول موضوع :«ميول وتجربة هجرة القاصرين المغاربة والتونسيين والمصريين»، تم إجراؤه في إطار المشروع الأوروبي «التضامن مع أطفال المغرب والمشرق» -سالم-، الموجه لمحاربة الهجرة عند المراهقين ببلدان شمال إفريقيا. وأوضح التقرير، في شقه المتعلق بالمغرب، أن انتقادات المراهقين المغاربة تتوجه بالأساس إلى التعليم من خلال انتقادهم ل«المدرسة التي لا تسير على مايرام بالنسبة ل68 في المائة من المستجوبين»، وإلى «العلاقات الصعبة بين الأفراد بالنسبة ل70.2 في المائة»، وإلى «صعوبة تحقيق الرفاه الاقتصادي 51.9 في المائة»، وإلى «مستوى المعيشة الذي لا يزال بعيدا عن الجودة بالنسبة ل65.5 في المائة». وسجل التقرير مفارقة جميلة تتمثل في أنه وبالموازاة مع هذه الانتقادات، فإن المغرب يظل في عين هذه الفئة «البلد الأجمل في العالم» (51 في المائة)، و«تقاليده جيدة» (57.3 في المائة). وفي ما يتعلق بالتفكير في الهجرة والميول إليها، فقد قالت فقط نسبة 32.6 في المائة من المراهقين باحتمال كبير لإقدامهم على الهجرة مستقبلا، هذا في ما عبر 45 في المائة منهم عن احتمال ضعيف لهجرتهم في غضون عقد. هذا، فيما عبرت نسبة 22.3 في المائة عن احتمال متوسط لإقدامهم على الهجرة. وبالرغم من هذه النتائج، فقد ذهب تحليل المعطيات إلى أن الميول للهجرة هو مرتفع وكبير لكن المراهقين يرفضون الإقرار به والتعبير عنه بشكل مباشر. وإلى ذلك، كشف المستجوبون عن وجهاتهم المفضلة في حال الهجرة. إذ تظل فرنسا الوجهة الفضلى (49.2 في المائة)، تليها إيطاليا بنسبة (28.8 في المائة)، والولايات المتحدةالأمريكية بنسبة (27 في المائة)، فاسبانيا بنسبة (23 في المائة). وتختار الفتيات فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية فيما يختار الذكور إيطاليا واسبانيا. وتشكلت العينة المغربية، التي همها البحث حول موضوع :«ميول وتجربة هجرة القاصرين المغاربة والتونسيين والمصريين»، الذي تم إنجازه ضمن مشروع سالم، الذي يأتي على نهايته بعد إطلاقه سنة 2013 بدعم من الاتحاد الأوروبي بغلاف مالي يزيد عن المليون و800 ألف أورو وبشراكة مغربية تونسية وإيطالية، (تشكلت العينة) من 1200 مراهق ومراهقة ينتمون لمدن الدارالبيضاء والرشيدية وخريبكة. وتتراوح أعمارهم ما بين 12 و 18 سنة.