العنف الذي تتعرض له النساء بالمغرب، لا "تحتضنه" الفضاءات العامة والخاصة من مثل البيوت فقط. فالمؤسسات التعليمية، تكون هي الأخرى مسرحا له. وعديدة هي حوادث الاعتداءات ضد النساء، التي حدثت بين أسوار المؤسسات التعليمية من قبل. وهاهي تنضاف إليها حادثة جديدة شهدتها إحدى ثانويات مدينة سلا. فقد تعرضت مقتصدة بثانوية بحي مولاي اسماعيل بسلا إلى الضرب والتعنيف من قبل مدير المؤسسة مما تسبب لها فضلا عن الرضوض والكدمات على مستوى العنق والكتف، في أزمة نفسية. وتعود تفاصيل القصة، مثلما نقلتها المقتصدة الشابة لجريدة الأحداث المغربية، إلى يوم 5 يناير 2016، حينما أقدم المدير الخمسيني عقب اجتماع مع مجموعة الأطر التربوية والإدارية للمؤسسة إلى التهجم عليها «بشكل مفاجئ ودون سبب ظاهر إلا لكوني تشبث بأخذ الملفات والسجلات الخاصة بي والتي كنت أحضرتها معي من مكتبي إلى الاجتماع، لكنه منعني من أخذها عند الانصراف». وتواصل خ.م حكيها وهي تؤكد :«باستمرار كنت أتفادى الاحتكاك به لأنه معروف بتسلطه وتعسفه وأيضا بسلاطة لسانه. فهو لا يقبل النقاش. ويعمد إلى إهانة الموظفين لأبسط الأسباب وحتى دون سبب». لكنه كان في كل مرة «يستفزني ويدفع بي إلى مجابهته دون جدوى لأني أتحاشى أي احتكاك محتمل معه تلافيا لأي مشكل». وأكدت «التضييقات علي من قبل المدير زادت بالتحديد منذ 26 ماي 2015 حيث بدأ يمنعني من حضور الاجتماعات التي من المفروض أن أحضرها. كما أنه طلب مني تزويده بكافة الملفات والسجلات، التي من المفروض أن أحتفظ أنا بها بمكتبي لأنها من صميم عملي. وأكثر من ذلك، سعى إلى تجريدي من مهامي كمقتصدة وتحويلي إلى مجرد كاتبة. أستنسخ وأرقن الأوراق الإدارية التي يحتاجها. ولما رفضت القيام بهذه المهمة وغيرها والحال أني كنت أساعد قدر الإمكان كتابة المدير حين الحاجة إلى مساعدة، لم يستسغ رفضي واعتبره تمردا». المقتصدة، قالت إنها وبعد تعرضها للضرب وأمام زملائها من موظفي الثانوية، ووضع شكاية ضد المدير بالدائرة الأمنية التابعة التي توجد الثانوية في نفوذها الترابي، اختارت اللجوء إلى وسائل الإعلام ل«كشف مثل هذه الممارسات التعسفية، التي تحدث داخل المؤسسات التعليمية، ويقترفها أطر تربوية المفترض فيهم أن يكونوا قدوة للمتمدرسين في الأخلاق والسلوك الجيدين». وأضافت موضحة :«لقد تأثرت كثيرا نفسيا مما وقع لي. ولا أريد الصمت على الأمر. لأنه قد يتمادى في تعسفه ضدي ولربما ضد زملاء آخرين .. فمنذ اشتغالي بالمؤسسة منذ 3 سنوات الآن، بعد أن اشتغلت سنوات بإحدى ثانويات الدارالبيضاء، حرصت على الانضباط والالتزام في عملي ولم يُسجل علي منذ بداية مساري المهني أي إخلال بمسؤوليتي». وتؤكد قائلة :«لم أستوعب بعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له، وقط لم أتوقعه يحصل لي وداخل مجالي الوظيفي. فعار حقا أن يُقدم تربوي مثل مدير المؤسسة على فعل جاهل ولا تربوي مثل الذي اقترفه ضدي». فطومة نعيمي