لا حديث خلال اليومين الأخيرين بمدن الشمال المغربي، خاصة الحسيمة، الناظوروتطوان، وكذلك القرى التابعة لها، إلا عن الهزات الإرتدادية القوية التي تعرفها المنطقة مؤخرا، وخاصة هزة يوم الجمعة الأخير التي خلفت رعبا وذعرا بعدد من المناطق، خاصة ببعض القرى من قبيل الجبهة وباب برد وغيرها، كذلك بالنسبة للمدن التي شعر ساكنتها بها. كثيرون هم الذين شعروا بتلك الهزات بحدة مختلفة، حتى أن الكثيرون أكدوا أن المنطقة الأكثر تضررا كانت بعض قيائل غمارة، خاصة الجبهة والنواحي، بحيث تسببت حركة الأرض في تحرك بعض الأثاث المنزلية، وخاصة الخزانات وسقوط كؤوس وصحون، وتكسر زجاج بعض المنازل والمقاهي حتى. بل أن جل السكان شعروا بالهلع والخوف وغادر جلهم منازلهم ومنهم من كانوا بالخارج، فشعروا بالهزة ولم يعرفوا ما يفعلونه. حسب مرصد مراقبة الزلالزل فإن مركز الهزة كان بضواحي الناضور، لكن مع ذلك شعر بها حتى بعض المواطنين بضواحي تطوان، فيما كانت المداشر والقرى المتواجدة على طول خط جبال الريف شرق تطوان، كمن تتلاعب الأرض من تحت أرجلهم، فلكل رواية ولكل قصة، قاسمها المشترك الرعب والهلع مما حدث ومما قد يحدث بسبب تلك الهزات المتتالية، والتي تنبء عن شيء ما قادم. يذكر ان عددا من الدراسات تؤكد أن تكرار الهزات الإرتدادية هي في حذ ذاتها قد يكون إنذارا، عن إمكانية حدوث زلازل لكن ليس في القريب العاجل، وفق ما كان أحد علماء الزلازل قد صرح في وقت سابق للجريدة، حينما اكد أن منطقة بحر البوران، وهي المنطقة الرابطة بين الحسيمةوتطوان، هي مهددة دائما بالزلازل بسبب حداثة تشكل الجبال وأرضيتها، إلا أن الهزات الإرتدادية لا تدل عن قرب حدوث الزلالزل، لكنه لم يستبعد أن تكون إنذارا، لكن لعقود ولسنوات طوال. ويتخوف بعض المتتبعين وخاصة المهتمين بشؤون البحر، من أن تتسبب تلك الهزات في موجات تسونامي، وهو ما كان قد أكده بحث لمرصد يوجد في غرناطة الإسبانية، حينما أنجز دراسة منذ سنتين، يقدر فيها الخسائر الممكن حدوثها في حال حدوث زلزال في منطقة بحر البوران في عمق المتوسط، وإلى أي حد يمكن أن تصل الأمواج العاتية التي قد يتسبب فيها هذا التسونامي، مما جعل الباحثين المذكورين، يطالبون الحكومات المعنية، المغربية والإسبانية، بإنشاء نظام للإنذار والتدخل السريع في حال حدوث أي تسونامي محتمل. مصطفى العباسي