فازت ابنة العشرين ربيعا شيماء قاسم بلقب ملكة جمال العراق 2015 يوم السبت (19 ديسمبر كانون الأول) في أول مسابقة جمال بالعراق معترف بها دوليا خلال أكثر من 40 عاما. أõقيمت الجولة النهائية من المسابقة في فندق ببغداد وتنافست فيها ثماني متسابقات ارتدين أثواب سهرة. وكانت هذه الجولة بمثابة الجزء الوحيد من المسابقة الذي سمح لممثلي وسائل الاعلام بحضوره. تهدف تلك المسابقة الى تقديم جانب رقيق وعاطفي للعراق الذي ارتبط اسمه في الأخبار بأعمال العنف وإراقة الدماء. ومع ذلك قال منظمو المسابقة إنهم واجهوا تحديات كبيرة وتهديدات من متشددين دينيين وزعماء قبليين محافظين يقولون إن هذه المسابقات تخالف صحيح الدين وتهدد الأخلاق العامة للمجتمع. وتأجلت الجولة النهائية من المسابقة -والتي كانت مقررة أول أكتوبر الى ديسمبر بعد تهديدات من زعماء قبائل رفضوا مشاركة فتيات من عائلاتهن في المسابقة. وقال منظمون إن فتاتين اثنتين على الأقل انسحبتا من المسابقة بعد تلقيهما تهديدات بالقتل وألغى المنظمون ارتداء المتسابقات لباس البحر. وعلى الرغم من ذلك أصر منظمو المسابقة مدعومين من مواطنين عراقيين عاديين على تنظيم المسابقة التي يرون انها خطوة نحو عودة الحياة الى طبيعتها في مجتمع لا يزال يعاني من انقسام وقلاقل بعد 12 عاما من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة له للاطاحة بصدام حسين. وقالت غادة العاملي مديرة مؤسسة المدى التي نظمت المسابقة وعضو لجنة التحكيم فيها "هناك أصوات معارضة كثيرة. هناك تهديدات مباشرة للجهات المنظمة وأيضا للمتسابقات. انسحب عدد كبير من المتسابقات بسبب هذه التهديدات اللي بعض منها تهديدات عشائرية وبعض منها تهديدات دينية وغيرها. لكن مثل ما نقول العراق لازال بخير وهناك فتيات جميلات رائعات مثقفات استطاعوا ان يواصلون ويفكرون ويقنعون أهاليهم لخوض هذه التجربة الغير سهلة على العوائل قبل الفتيات نفسهم." وحذرت قناة تلفزيونية موالية للشيعة في سبتمبر ايلول من ان هذه المسابقة ستضر بالأخلاق العامة وتخلق "قاعدة ثقافة في وقت يواجه فيه شعبنا خطر الارهاب". واتهمت منظمي المسابقة بأنهم من الماسونيين. وحاول المنظمون التهدئة وتخفيف الشروط الخاصة بالمسابقة بما لا يثير غضب معارضي إقامتها أو يخالف المحرمات في المنطقة. فمثلا استبدلوا لباس البحر بملابس أكثر حشمة. وقال أحد المشاركين في تنظيم المسابقة واسمه همام العبيدي "بغداد ليست هناك دوما حروب. هناك حياة مدنية لازالت. يحرص البغداديون على إقامتها.. على تنظيمها. كثير من الشباب الناشطين فرحوا بتنظيم هكذا مهرجانات مهمة عالميا وفق الأسس الحديثة التي تتمتع بها أي دولة أخرى في الوقت الحاضر." ولم يحبط الغضب الذي ثار حول المسابقة الطالبة الجامعية في بغداد شيماء قاسم (20 عاما) التي أصرت على استمرار مشاركتها لينتهي بها الأمر باحراز اللقب. وأكدت شيماء -وهي أصلا من كركوك- رغبتها في أن تصبح أõسوة للمرأة العراقية. وقالت ملكة جمال العراق "فرحانة كلش (جدا) وأشكر كل من دعمني وصوت لي. مسؤولية كبيرة هي مو مجرد لقب أحمله لمدة سنة. مسؤولية كبيرة وهذي نقطة بداية أنفذ بيها مشاريعي وأهدي هذا الفوز للشعب العراقي بأكمله." وستمثل شيماء قاسم العراق في مسابقة ملكة جمال الكون التي ستقام في تايلاند في مارس اذار 2016. وكانت أول وآخر مرة يشارك فيها العراق في مسابقة عالمية كبرى للجمال في عام 1972 عندما مثلته وجدان برهان الديب في مسابقة ملكة جمال الكون.