لوحة «حديقة الحيوان» الموجهة لجماهير الرجاء استفزاز محرض على العنف تيفوات الديربي : نزال جميل للأفكار بخلفيات سينمائية … مع بطاقة صفراء ! نزال جميل للأفكار ذلك الذي تابعناه أول أمس في مدرجي المكانة وفريميجة بالتزامن مع دخلتي الأولترات الحمراء والخضراء. لأول مرة حلقت الأفكار بعيدا في ابداع التخيل لتنسج لنا «بارودي» رائعة ل«الأفيش» التاريخية للفيلم السينمائي «كازابلانكا». الوينرز، الاولترا الودادية ذكرت فرقائها الخضر في المدرجات المقابلة، بأن قصة الحب ستجمع دائما الودادي «همفري بوغارت» بالرجاوية «انغريد برغمان» التي ألبست الأخضر بالمناسبة. تخيل لم يخطر ربما على مايكل كورتيس نفسه مخرج الفيلم، الذي لو كتب له أن يشاهد لوحة الوينرز لكان قد ابتسم من فرط الخيال الأحمر الجميل. بالمقابل وفي نفس الوقت كانت الاولترات الرجاوية الثلاث تحمل تيفو «الولادة الجديدة» بالأبعاد الثلاثة، حيث يتصدر النسر الأخضر المشهد. في الطلعة الحمراء الثانية كان للوينرز موعد مرة أخرى مع شخصية فنية تاريخية : بينوكيو. الكذاب الصغير الذي يطول أنفه كلما عاد للكذب مجددا، أصبح رسالة موجهة لجماهير الرجاء مع رسالة تقول «اكذبوا على انفسكم طول الأبد، التاريخ لن يصدقكم». في المكانة، كان الرجاويون يحملون طلعتهم الثانية أيضا، برسالة واضحة موجهه للوداديين : «ايديوكراسي» التي تعني الدولة أو الكيان السياسي أو المجموعة التي يحكمها الغباء. الفكرة أيضا تمتح مضمونها أيضا من شريط سينمائي ساخر لمايكل جادج يحمل عنوان « الكوكب الغبي». إلى هنا كل شيء مقبول ويدخل في عداد «الشدان» والقفشات المنتظرة من كلا الجمهوريين وإن كانت تقف على عتبة الاستفزاز. لكن غير المقبول والصادم، هو الطلعة الودادية الثالثة أو التنشيط الثالث لأن الأمر لا يتعلق بتيفو حقيقي، حيث شبه الوينرز المكانة بحديقة الحيوان وجماهيرها بالحيوانات. الوينرز في هذه اللحظة أخذتنا فجأة من لحظات الابداع والجمال إلى لحظة مسيئة جدا، محرضة على الكراهية ومشجعة على العنف. وإذا كنا في السابق قد آخذنا على فصيل الايغلز الرجاوي مجرد التفكير في رفع تيفو يربط تاريخ اليهود بالوداد في إشارة مسيئة، فإننا لا يمكن إلا أن نسجل موقفا أكثر حزما من مرور الوداديين إلى الفعل هذه المرة. باب الإساءة والتحريض على العنف من خلال رسائل التيفوات أمر لا يمكن التنبؤ بتداعياته مستقبلا، ولن يكون أحد في كلا الجانبين قادرا على إغلاقه فيما بعد . في العام 1985 وعلى ملعب هيزل بالعاصمة البلجيكية بروكسيل قضى 39 مشجعا ايطاليا وأصيب المئات، في نهاية كأس أوروبا للأندية البطلة بين جوفنتوس وليفربول بسبب استفزاز مماثل، ولكن أبسط منه بكثير على مستوى الشكل. فقبيل انطلاق المباراة بساعة واحدة، رفع مشجعو جوفنتوس رسالة مكتوبة بأحمر عريض موجهة لجماهير الفريق الانجليزي تقول «الحمر حمير … REDS ARE DONKEYS » . النهاية المأساوية يعرفها الجميع. لا نريد الكراهية في ملاعبنا وخصوصا في مركب محمد الخامس وبين الرجاويين والوداديين خصوصا. «الشدان والنكتة» كانا دائما هنا، ولم يشعر أحد، على امتداد التاريخ الطويل للمواجهات بين الفريقين بأن الآخر يقصد الإساءة إليه، لأن هذا «الشدان» وهذه النكتة، كانت تأتي من شخصيات متزنة وفي إطار الضحك لا غير. أعرف شخصيا رجاويين ما زالوا يتندرون بما قاله في حقهم المرحوم «كاباطاس» الودادي الكبير بكل روح رياضية، كما أعرف من الوداديين من مازال يبحث في الرجاويين عن أسباب النكتة والتعليق الساخر . الله يستر عليكم الدراري : التخربيق لا .