كل الطرق تؤدي إلى مركب محمد الخامس الأحد. جحافل المشجعين تشرع اليوم مبكرا في التوافد على ملعب العاصمة الاقتصادية لحضور المواجهة رقم 119 بين الوداد والرجاء البيضاويين، التي ستنطلق في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال. مباراة برهانات متباينة لقطبي كرة القدم الوطنية، ذلك أن مدرب الرجاء البيضاوي رشيد الطاوسي لا يملك خيارا آخر سوى الانتصار لتأكيد أن استفاقة الرجاء، التي تجلت في فوزه الأخير على نهضة بركان، هي استفاقة حقيقية وليست سحابة خريف عابرة، سيما أن جماهير الفريق الأخضر لم تعد تطيق صبرا وضاقت ذرعا من سلسلة الهزائم المتتالية التي حصدها الرجاء الذي يحتل حاليا الصف الثامن في سبورة الترتيب العام برصيد 14 نقطة، أي بفارق 4 نقط فقط عن أولمبيك خريبكة القابع في الصف الأخير. رئيس الرجاء محمد بودريقة يدرك بدوره أهمية الانتصار في الديربي، الذي يعادل الفوز بلقب البطولة بالنسبة لفئة عريضة من مشجعي الفريق، لذلك عمد إلى تحفيز لاعبيه ماديا من خلال وعدهم بمنحة تصل قيمتها إلى مليوني سنتيم في حال الفوز في لقاء الغد. الوداد يحتاج بدوره إلى الانتصار أكثر من أي وقت مضى، سيما بعدما فقد انفراده بصدارة القسم الثاني التي أصبح يتقاسمها مع الفتح الرباطي بمجموع 24 نقطة لكل منهما. وضع دفع المكتب المسير للوداد إلى الاجتماع مع اللاعبين لتحفيزهم معنويا كما وعدهم رئيس الفريق سعيد الناصيري بمليون ونصف مليون سنتيم لكل لاعب في حال الفوز بالديربي. طرف ثالث يحتاج بدوره إلى الفوز في مباراة الأحد وهو الأمن. الديربي 119 سيعرف تدابير أمنية مشددة في ظل تصاعد المخاطر الأمنية في الآونة الأخيرة، ولهذا السبب سيسهر قرابة 4000 عنصر من الأمن والقوات المساعدة على تأمين مباراة الوداد والرجاء معززين بكلاب مدربة وفرقة الخيالة وسيارات رباعية الدفع مزودة بكاميرات متطورة لرصد كل صغيرة و كبيرة. التفتيش في بوابات الملعب سيكون أكثر تشددا، فعلاوة على منع إدخال حقائب اليد والظهر من طرف المشجعين وتفتيشها يدويا وباستعمال أجهزة رصد المعادن سيتم تفتيش سيارات مسؤولي الفريقين منعا لاستعمالها في تهريب ممنوعات إلى داخل الملعب، علما أن المباراة سبقتها اجتماعات مكثفة لخلية تنظيم المباريات ومحاربة الشغب، التي يرأسها حميد البحري رئيس أمن آنفا مع إلترات وجمعيات محبي الفريقين لضمان أن تجرى المباراة في أجواء رياضية.