تم مساء أمس الخميس، بتطوان، رفع الستار عن فعاليات الدورة العاشرة من فضاء تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد، بمشاركة أجنبية وعربية نوعية، تعكس تزايد الاهتمام من سنة لأخرى بهذا الحدث الثقافي المتميز. وتم بمناسبة حفل الافتتاح، الذي شهده مسرح إسبانيول بتطوان، تكريم الممثلة المصرية حنان شوقي، التي أبدعت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية منذ سبعينيات القرن الماضي،و الفاعل الجمعوي والمربي عبد الواحد الشاط والممثل المصري سامح حسين، الذي يتميز بأدواره الكوميدية في أكثر من فيلم مصري ناجح ك"جيران السعد" و"كلبي دليلي" و"الدادة دودي" و"ظرف طارق". كما عرف حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، التي تشرف على تنظيمها مؤسسة المسرح الادبي بتطوان، إلى غاية يوم الاحد القادم، عرض مسرحية "المغنية الصلعاء" وهي من إخراج علاء بشماف، عن اقتباس من النص الأصلي للمسرحي الروماني يوجين يونسكو، والتي فازت الفرقة التي تقدمها بالمركز الاول في مهرجان عمون بالأردن لمسرح الشباب. وتعرف هذه الدورة، التي اختير لها كشعار هذه السنة "المسرح والجهوية"، مشاركة فرق مسرحية من الأردن ومصر وإسبانيا، إضافة إلى الفرقة المسرحية التابعة لمؤسسة المسرح الأدبي بتطوان، ممثلة للمغرب. وسيتم في هذا الإطار عرض مسرحيات (رجال وستات) من مصر و (الأندلس: أكثر من حلم) من إسبانيا و (طانين طانان) من المغرب. وسيشهد فضاء تطاون المتوسطي للمسرح تنظيم ندوة مركزية لمناقشة موضوع "المسرح والجهوية" بتنسيق مع جامعة عبد المالك السعدي وملتقى الدراسات الاندلسية المغربية وفرقة البحث حول الابداع النسائي، بمشاركة النقاد والباحثين سعاد الناصر وعبد اللطيف شهبون والطيب الوزاني الشاهدي ورشيد أمحجور وحسن المنيعي وعبد الاله قيدي ويوسف الريحاني. وسيعرف برنامج التظاهرة مناقشات يومية مؤطرة بنادي الاتحاد بتطوان، حول المسرحيات المعروضة، بمشاركة عشاق أبي الفنون ومهتمين بالتأليف والابداع والتشخيص المسرحي ،وبحضور مخرجي ومؤلفي وممثلي المسرحيات المعروضة خلال فعاليات المهرجان . وقال مدير المهرجان، رشيد الميموني بالمناسبة، إن "المهرجان يروم تشجيع الشباب على الاهتمام بالمسرح كفن ابداعي عريق يلامس قضايا المجتمع بأسلوب ناضج ينهل من التراث والحضارة الانسانية"،. وأضاف أن المهرجان يروم أيضا تعزيز التواصل ما بين الاجيال المسرحية ويفتح قنوات الحوار الانساني بين مختلف الثقافات، التي وإن كانت تفرق بينها الجغرافيا إلا أنها تتوحد في العطاء الانساني النبيل. وأشار إلى أن المهرجان "يخلد أيضا تقاليد مسرحية عريقة ساهم في بنائها رجالات المسرح المغربي، الذين جعلوا من هذا الاخير عنوانا أساسيا في صحيفة المسرح العربي الذي شق طريقه بثبات في المسارات الثقافية العالمية المتنوعة، كأداة للتعبير والتغيير والتثقيف والتقارب والتصالح مع الذات".