تعادل برشلونة الإسباني مع مضيفه باير ليفركوزن الألماني بهدف لكل منهما في ختام منافسات المجموعة الخامسة ببطولة دوري الأبطال الأوروبي. وبهذه النتيجة يحجز روما الإيطالي مقعده في دور ثمن النهائي ثانيا، مع برشلونة الذي كان قد حسم تأهله إلى دور الستة عشر منذ الجولة الماضية، بينما يمر ليفركوزن إلى الدوري الأوروبي بعد أن حل ثالثا رغم تساويه في النقاط مع روما (6)، حيث إن المواجهات المباشرة تصب في صالح "الذئاب". وكان روما قد فاز على ليفركوزن في العاصمة الإيطالية (3-2) وتعادلا في ألمانيا (4-4). بينما حل باتي بوريسوف في المركز الأخير برصيد خمس نقاط، ليودع البطولات الأوروبية هذا الموسم. استخدم باير ليفركوزن أسلوبا أشبه بالتيكي تاكا في مواجهة برشلونة، حيث اعتمد على الاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة، ولكن اختراقاته كانت من على طرفي الملعب، مع الضغط المتقدم للغاية في بعض الأحيان على تمريرات بين تير شتيجن ومدافعيه داخل منطقة الجزاء. في المقابل، لم يجد برشلونة حلولا كثيرة أمام الفريق الألماني خلال الدقائق ال45 الأولى، باستثناء فرص قليلة استغل الأرجنتيني ليونيل إحداها لتسجيل هدف أول وكاد يحرز الثاني من ثانية، بينما نجح ليفركوزن في ادراك التعادل سريعا. في الشوط الثاني تواصلت الهيمنة الألمانية، وازدادت فداحة الأخطاء الدفاعية التي كاد برشلونة يدفع ثمنها غاليا، ولكن تألق الحارس أندريه تير شتيجن تدارك الوضع بالنسبة للفريق الكتالوني الذي لم يصل إلى مرمى صاحب الأرض في الشوط الثاني سوى مرات معدودات. بدأ ليفركوزن اللقاء بقوة، حيث استحوذ على الكرة وسعى لاحراز هدف أول مبكر، خاصة من طرفي الملعب، بينما اعتمد النادي الكتالوني على الهجمة المرتدة. استمرت "المناوشات" من الجانبين، ولكن ليفركوزن كان الأقرب لاحراز هدف، خاصة في كرة الركلة الحرة التي سددها هاكان تشالهان أوغلو قوية لكن أندريه تير شتيجن كان لها بالمرصاد في الدقيقة 12. ولم تشكل التسديدة الأرضية القوية التي أطلقها ساندرو من حدود منطقة الجزاء مشكلة بالنسبة لحارس ليفركوزن الذي أمسكها بهدوء في الدقيقة 16. حاول بعدها برشلونة السيطرة على مجريات الأمور من خلال سلسلة من التمريرات الأرضية، لكن غياب الدقة عن بعضها كان يعيد الكرة إلى ليفركوزن. ولكن تمريرة الكرواتي إيفان راكيتيتش الطولية الأرضية كانت بالدقة الكافية لتضع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في انفراد مع الحارس، الذي راوغه "البرغوث" بمهارة وأسكن الكرة الشباك معلنا أول أهداف البرسا في الدقيقة 20. رد فعل أصحاب الأرض جاء سريعا من الجهة اليسرى النشطة من خلال سلسلة من التمريرات المتقنة دون تدخل دفاعي فعال من لاعبي البرسا لتصل الكرة في نهاية المطاف إلى تشيتشاريتو الخالي من الرقابة ليسددها بيسراه داخل المرمى ليدرك هدف التعادل في الدقيقة 23. كاد ميسي يضع البرسا في المقدمة من جديد بتسديدة أرضية من عرضية رائعة من جوردي ألبا من جهة اليسار لكنها تمر بجوار القائم في الدقيقة 27 ويصبح بعدها ايقاع المباراة أسرع. بعد أن أدرك البرسا أن الكرات الطولية التي اعتمد عليها لدقائق لم تؤت ثمارها وأعطت لأصحاب الأرض السيطرة، التي استغلها اللاعبون بسرعتهم الكبيرة وتمريراتهم القصيرة في الاقتراب شيئا فشيء من عرين النادي الإسباني، الذي حاول العودة من جديد إلى التمريرات الأرضية، لكن الضغط الألماني كان كبيرا. واعتمد ليفركوزن على الضغط المتقدم للغاية لاجبار البرسا على الكرات الطولية أو خطف الكرة من الدفاعات، وهو ما كاد يكلف الفريق الكتالوني هدفا بتسديدة قوية أطلقها هاكان في يد تير شتيجن في الدقيقة 39. لم تفلح محاولات أي من الفريقين في تعديل النتيجة، لينتهي الشوط الأول بتعادلهما بهدف لكل منهما. استمر نفس أسلوب ليفركوزن في بداية الشوط الثاني، بالضغط المتقدم للغاية، الذي كاد يكلف البرسا هدفا مبكرا بعد قطع الكرة أمام منطقة الجزاء وتسديدة قوية يتصدى لها الحارس في الدقيقة 46. بعد دقيقة واحدة كاد كالوهان يدرك هدفا ثانيا من تسديدة رائعة من حدود منطقة الجزاء لكنها تمر بجوار القائم. تواصلت الخطورة الألمانية على مرمى برشلونة في ظل عدم فعالية للمدافعين، وكاد كالوهان يدرك هدفا ثانيا بتسديدة من داخل منطقة الجزاء لكن تير شتيجن كان لها بالمرصاد في الدقيقة 57. كاد خطأ دفاعي جديد يتسبب في هدف ثان لليفركوزن، ولكن تير شتيجن نجح في التعامل مع انفراد كريم بلعربي، بنجاح (ق60)، قبل أن يحول تسديدة كامبل إلى ركلة ركنية في الدقيقة 64. استمرت الهيمنة الألمانية على مجريات الأمور في المباراة، وكذلك الأخطاء الدفاعية الكتالونية، دون أن يتمكن أصحاب الأرض من استغلال الوضع لتسرع اللاعبين تارة وأخرى لتألق تير شتيجن الذي أمسك بتسديدة قوية أطلقها بلعربي في الدقيقة 75. مع بداية انتصاف الشوط الثاني، خرج برشلونة من منتصف ملعبه، واقترب من مرمى ليفركوزن بهجمة سريعة قادها ساندرو من الجهة اليمنى أنهاها بعرضية أرضية ارتمى الحارس وأمسك بها في الدقيقة 79. لم يتمكن باير ليفركوزن في ترجمة هيمنته على المباراة لهدف ثان لينتهي اللقاء بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما ليودع أصحاب الأرض التشامبيونز ليج.