بهبوطها على مدرج القاعدة العسكرية بابن جرير، بلغ عدد المقاتلات الأمريكية «F16» التي حصل عليها المغرب إلى حدود منتصف الشهر الماضي، 16مقاتلة. ومن المنتظر أن تحصل القوات المسلحة الملكية على الثمان طائرات الحربية المتبقية خلال العام الحالي، ليكتمل عقد الطائرات المدرجة في الصفقة المغربية الأمريكية البالغ عددها 24 مقاتلة. وكانت آخر طائرة من ال16التي وصلت إلى المغرب، قد أقلعت من قاعدة عسكرية أمريكية في 14 دجنبر الماضي حسب الموقع الإكتروني للشركة المصنعة. «لوكهيد مارتن». بحيازته لهذه المقاتلات، انضم المغرب لنادي الخمس والعشرين بلدا الذين يتفورون على هذا السلاح الجوي بعد إبرام الصفقة البالغ مجمل قيمتها 2,4 مليار دولار. الحصانة الجوية التي تعززت بمقاتلات F16 لم تكن الوحيدة التي حصل عليها المغرب من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فالبحرية الملكية قامت بدورها بتعزيز مراقبتها للسواحل الغربية خاصة معبر جبل طارق. الخبر المؤكد الذي أوردته مصادر إعلامية أمريكية، مرتبط بتمكن المغرب من الحصول على واحد من الرادارات «الذكية جدا»، حسب ما يسمى به في مجال المراقبة العسكرية، وليكون بذلك أول دولة في العالم، بعد الدولة المصنعة الولاياتالمتحدةالأمريكية، يستعمل هذا الرادار في مراقبة الملاحة البحرية عبر معبر جبل طارق، الذي يتولى المغرب الجزء الأكبر من مياهه الإقليمية. النسخة المتقدمة من رادار سيافو «إكس.إم.سي» (xmc radar sea vue)، الذي حصل عليه المغرب، وهو الأول من نوعه في العالم الذي يحمل تقنيات متقدمة جدا، في مجال المراقبة والرصد، بعد تجربة سابقة له من طرف البحرية الأمريكية، حيث سيمكن الرادار الجديد من تقوية مراقبة البوغاز والمعبر ككل ،الذي تؤكد مصادر الاستخبارات الأمريكية بكونه لن يكون بمنأى عن استعمالات غير شرعية من طرف بعض الجهات المتطرفة، وكذلك قد يكون ممرا مفتوحا لبعض شبكات تهريب الأسلحة، وتجار الحروب الذين يستغلون الوضع الأمني غير الواضح بهذا المعبر في كثير من الأحيان. «إكس. إم.س» نسخة متقدمة جدا من الرادارات التي استعملتها الاستخبارات الأمريكية في عدد من المواقع والتدخلات، خاصة بالعراق وأفغانستان وباكستان، ويتم عبر تركيبه في طائرة مخصصة لطلعات المراقبة، أو وضعه في مركز مرتفع يمكن من تمشيط المنطقة المعنية بالمراقبة، وإن كان المغرب سيعمل على تخصيصه بالأساس لمراقبة السفن العابرة للبوغاز، وكذلك مهربي المخدرات والبشر الذين يستعملون هذا المعبر منذ سنوات. إسبانيا التي تتابع الخبر بحذر شديد، لم تصدر لحد الساعة عنها أي مواقف رسمية، في الوقت الذي عبرت بعض الأصوات عن «قلقها» من امتلاك المغرب لهذا الرادار المتطور، إلا أن غالبية المتتبعين خاصة الأمنيين الإسبانيين، وفي تصريحات غير رسمية نقلتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية، اعتبروا الأمر إيجابيا ومهما جدا ،في مجال محاربة الهجرة السرية وتهريب المخدرات، وكذلك تحركات الجماعات المتطرفة. مصطفى العباسي