انتقاما لابنه من تحرشات عادية تحدث بشكل روتيني داخل كل المؤسسات التعليمية، قرر أب اللجوء إلى شكل عنيف من الرد داخل مؤسسة تعليمية حرة هادئة وبعيدة عن كل أشكال الإثارة، حولها بعيد زوال أول أمس الثلاثاء إلى مايشبه ساحة حرب صغيرة. فبمجرد ما اشتكى ابنه من هذه التحرشات، قرر هذا الأب الحضور إلى فضاء المؤسسة التعليمية داخل سيارة مرقمة في إسبانيا، وشرع في مهاجمة كل «التلاميذ المتحرشين» بابنه في حالة هستيرية. فحسب شهود عيان نقلوا للأحداث المغربية ما جرى أثناء الهجوم، كان الأب يتوقف عند كل تلميذ يشير له ابنه على أنه واحد ممن اعتدوا عليه، فيرش عليه من عبوة تحمل غازا مسيلا للدموع في الوجه مباشرة قبل أن يعتدي عليه بالضرب. الهجوم الأبوي الغريب استمر لدقائق كثيرة، وأصيب فيه عدد كبير من التلاميذ الذين تصادف وجودهم مع مشوار الأب داخل المؤسسة، حتى ممن لا علاقة لهم بالتحرشات التي حاقت بابنه. مع احتدام وتيرة الهجوم وتوسعه إلى تلاميذ وأشخاص لا علاقة لهم من بعيد ولا من قريب بابن الوالد المهاجم، قرر المسؤولون في إدارة المؤسسة التعليمية إخطار الدائرة الأمنية في درب ميلا، حيث توجد المدرسة، بالهجوم من أجل التدخل في أسرع الأوقات، وهو ما تم في حينه، حيث انتقلت فرقة أمنية معززة بعدد من السيارات لقوات التدخل السريع، في وقت اهتدى فيه الإداريون إلى غلق أبواب المؤسسة على الأب المهاجم واحتجازه إلى غاية قدوم الدورية الأمنية. في ذات الوقت، تكلف إداريون وأطر تعليمية وحراس بتقديم الاسعافات الأولية للمصابين بالاختناق جراء تعرضهم لرداد وغازات العبوة التي استعملت في الهجوم على المدرسة، فيما نقل عدد من التلاميذ الآخرين للمستشفيات القريبة على وجه السرعة لتلقي العلاجات الضرورية. عند حضورها إلى عين المكان، قامت الدورية الأمنية باللازم من أمر اعتقال الأب المهاجم، كما تم احتجاز سيارته المرقمة بالخارج وتحديدا في اسبانيا، في نفس الوقت تقريبا، وقد تم تحرير محضر بالواقعة تم فيه الاستماع لأقوال المعني بالأمر، قبل أن يفرج عنه في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الثلاثاء.