بتتويجه الخامس على التوالي، على المستوى الفردي وحسب الفرق، زكى المنتخب المغربي هيمنته على البطولة العربية للغولف هواة، التي أسدل الستار على دورتها الخامسة والثلاثين، الأحد، بمدينة سوسةالتونسية، بعد أربعة أيام من التباري. فعلى المسالك الرائعة والصعبة لمنتجع القنطاوي بمدينة سوسة "جوهرة الساحل"، تألق لاعبو الغولف المغاربة من جيل الشباب الواعد بشكل ملفت وأبانوا عن مؤهلات هائلة صقلوها من خلال التداريب المكثفة والمشاركة في عدد من التظاهرات، سواء داخل المغرب أو خارجه. ونجح أعضاء المنتخب المغربي، الذين قدموا مباشرة من دبي، حيث شاركوا في مجموعة من الدوريات، في انتزاع احترام منافسيهم ونالوا تقدير الأخصائيين في هذا النوع الرياضي، وكانوا بدون أدنى شك مرشحين فوق العادة للصعود إلى أعلى درج في منصة التتويج. وبعد اليوم الثاني من منافسات البطولة، بدأ الفارق يتسع وبدأت تتضح معالم بطل الدورة، سواء على رقعة الملعب أو في سبورة النتائج. ففي أول مشاركة له في دوري لفئة الكبار خطف الشاب الواعد ياسين التهامي (19 سنة)، المنتمي لنادي الغولف الملكي بأكادير، الأضواء بتحقيقه نتائج ملفتة، لاسيما وأن مشاركته المتميزة في أكتوبر المنصرم في الجائزة الكبرى لشامونيكس مون بلان ( فرنسا) أعطته شحنة قوية وحفزته على تحقيق المزيد من الإنجازات. وخلال الأيام الثلاثة الأولى تفوق على جميع منافسيه بتسجليه، على التوالي، 3 و 5 و4 ضربات تحت المعدل المطلوب، وهو 75 ضربة. ولم يكن أقوى منافس للتهامي سوى مواطنه وزميله في النادي والفريق الوطني أيوب الغيراتي، حامل لقب دورة 2012 في المنامة، الذي كان متخلفا بسبع ضربات عن صاحب الريادة إلى حدود يوم السبت الذي شهد تهاطل أمطار أفقدت اللاعبين بعض التركيز. وكان الغيراتي يتوق إلى تحقيق نتيجة مذهلة في اليوم الأخير لتدارك الموقف وتجاوز صاحب المركز الأول. وقال في هذا الصدد "كنت مصمما على الفوز ولكن في اليوم الأخير (الأحد) شعرت بالكثير من التعب، ذلك أننا أنهينا على التو جولة دامت شهرين بدولة الإمارات العربية المتحدة"، مهنئا في الوقت ذاته زميله في النادي وفي الفريق الوطني بتتويجه المستحق. وأنهى ياسين التهامي الأيام الأربعة من التباري في الصدارة برصيد 288 ضربة، متقدما على الغيراتي (296 ضربة) والقطري صالح علي الكعبي (300 ضربة). ولم يخف ياسين فرحته بهذا التتويج، وهو الذي يراوده حلم المشاركة في كبريات الدوريات الاحترافية في أمريكا وأوروبا. ويرى هذا البطل الصاعد أن سر النجاح يكمن في "العمل والكد والجد"، فيما يرى ذوو الاختصاص أن ياسين له من المؤهلات ما يسمح له بتحقيق أفضل النتائج في التظاهرات المقبلة. وعلاوة على بطل العرب ووصيفه كان المنتخب المغربي يضم أيضا كريم الهالي وأمين المالكي، وهو الرباعي المغربي المتوج باللقب العربي على مستوى الفرق بقيادة العميد محمد كلاوة، الذي لم يخف هو الآخر فرحته وارتياحه للنتائج التي حققها هذا الرباعي. وتمكنت النخبة المغربية من الظفر باللقب بعد تسجيلها 885 ضربة متقدمة بفارق مريح عن المنتخبين المصري (928) والبحريني (930)، فيما غاب منتخب البلد المضيف عن منصة التتويج، بعدما سجل بداية موفقة، لكن أداءه تراجع يوم السبت وكان عزاؤه حسن تنظيم الدورة، التي يأمل المشرفون على رياضة الغولف في تونس أن تكون انطلاقة جديدة نحو التنافس على الألقاب. وكان تتويج المنتخب المغربي المزدوج، للمرة الخامسة على التوالي، مصدر ارتياح الرئيس المنتدب للجامعة الملكية المغربية للغولف، مصطفى الزين، الذي أكد أن هذا التتويج هو ثمرة الاستراتيجية التي تنهجها الجامعة في السنين الأخيرة، والرعاية والدعم الموصول لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئيس جمعية جائزة الحسن الثاني. كما أعرب مصطفى الزين عن ارتياحه "للتقدم الملموس الذي تسجله رياضة الغولف المغربية سنة بعد أخرى"، مؤكدا أن أسطع دليل على هذا التقدم الحضور المتميز للاعبين المغاربة في الدوريات الدولية، مستحضرا الفوز البين للشاب التهامي بدوري شامونيكس. وقال إن النتائج المحققة دليل على "أننا نسير في الطريق الصحيح"، مؤكدا على ضرورة مواصلة المسار بتشجيع العمل الذي تقوم به المدارس والأكاديميات في جميع جهات المملكة، والتي توليها الجامعة اهتماما خاصا.