أغلقت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات باستئنافية مكناس، الملف الذي كانت متابعة فيه في حالة اعتقال زوجة وعشيقها المتحدران من مدينة السعيدية، حيث أدانت الهيئة القضائية في ساعة متأخرة من الليل بعد تداولها في الملف الزوجة البالغة من العمر 31 سنة من أجل «القتل العمد مع سبق الإصرار، وإخفاء جثة مجني عليه في جريمة قتل، وتغيير حالة الأمكنة التي وقعت فيها جريمة القتل والفساد» ب30 سنة سجنا نافذا، فيما قضت الهيئة القضائية ذاتها بإدانة عشيق الزوجة من أجل «إخفاء جثة مجني عليه في جريمة القتل، وتغيير الأمكنة التي وقعت فيها الجريمة، وعدم التبليغ عن وقوع جناية، والفساد» ب5 سنوات سجنا نافذا، وبأداء المتهمين المدانين تضامنا تعويضا مدنيا لفائدة المطالبين بالحق المدني قدره (120) ألف درهم. تعود وقائع القضية إلى بداية السنة الجارية، حينما أخبرت المصالح الأمنية بمفوضية الشرطة بأزرو بوجود جثة شخص ذكر ملقاة بسطح فران تقليدي بالمدينة، وبعد انتقال عناصر الشرطة القضائية والعلمية والتقنية إلى عين المكان ومعاينة الجثة، تم إشعار الوكيل العام باستئنافية مكناس الذي أمر بنقل الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بمكناس لإخضاعها للتشريح الطبي، كما أعطى تعليماته للشرطة القضائية بفتح تحقيق حول ملابسات الجريمة والبحث عن مرتكبها. وبعد التعرف على هوية صاحب الجثة البالغ من العمر (41) سنة، اقتفى المحققون آثار نقط الدماء في اتجاه منزل الضحية الواقع غير بعيد عن المكان الذي تم التخلص فيه من الجثة، حيث تم العثور على آثار دماء بغرفة النوم. وعند الشروع في استنطاق الزوجة التي بدا عليها الارتباك في بداية الأمر ومحاصرتها بالعديد من القرائن والأدلة، لم تجد بدا من الاعتراف بمسؤوليتها في قتل زوجها بواسطة حجر وخنق أنفاسه بواسطة وسادة، بعد أن استغلت فرصة خلوده للنوم ليلا للانتقام منه على سوء معاملته إياها. وبعد تفكيرها في كيفية إبعاد الجثة عن المنزل، اتصلت بعشيقها وطلبت منه الحضور إلى أزرو مغرية إياه بتمكينه من مبلغ مالي مهم (20 ألف درهم). ولما وصل العشيق، أخبرته بتخلصها من زوجها بقتله بعد أن ظل يعنفها ويعاملها معاملة قاسية ويمنعها من الخروج وزيارة أهلها، ولم يمانع العشيق الطامع كما تضمنته اعترافاته في مساعدة عشيقته للتخلص من الجثة ليلا بنقلها إلى سطح فران تقليدي غير بعيد عن المنزل. ولما قرر العشيق مغادرة المدينة، طلبت منه إغلاق الباب بالمفتاح، وعندها اتصلت الزوجة بابن عم زوجها مدعية اختفاءه لأسباب مجهولة، قبل اكتشاف جثة الزوج واعتقال الزوجة وعشيقها وتقديمهما للعدالة التي قضت بإدانتهما. روشدي التهامي