لازال وقع الاعتداء الهمجي الذي تعرض له ثلاثة من السياح يحملون الجنسية الألمانية بمدينة فاس يوم الجمعة الأخير، يرخي بظلاله على المدينة، من خلال ردود فعل ساكنة المدينة بشكل عام والمدينة العتيقة بشكل خاص، التي نددت واستنكرت هذا السلوك الهمجي وغير المبرر الذي قام به أشخاص يبدو أنهم كانوا في حالة غير طبيعية، لم تستبعد المصادر أن يكونوا تحت تأثير مخدر قوي، خاصة وأنهم كانوا في حالة هيجان وهيستيريا كبيرة بحسب المصادر ذاتها. الاعتداء الوحشي المنبوذ وقع مساء يوم الجمعة 30 أكتوبر 2015، من طرف مجرمين بزقاق الطالعة بالمدينة العتيقة، حين عمدوا إلى اعتراض سبيل السياح الألمان، ويتعلق الأمر برجلين وامرأة من أجل سرقتهم، قبل أن يتم الاعتداء عليهم بالسلاح الأبيض حيث وجه المعتدون طعنات إلى السياح، أصيبوا على إثرها بإصابات متفاوتة الخطورة. وأكدت المصادر أن هذا "السلوك الشاذ وغير المقبول»، لم يمر مر الكرام على هؤلاء المعتدين، بل سرعان ما تدخل العشرات من المواطنين بالزقاق نفسه، للدفاع عن السياح وتقديم كافة الدعم والإسعافات الأولية للضحايا، بينما حاصرت جموع أخرى من المواطنين الذين كانوا بعين المكان المعتدين بشجاعة لإنقاذ السياح الألمان من قبضة هؤلاء المجرمين الذين كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء إلى حين وصول العناصر الأمنية التي وصلت إلى مكان الحادث وقامت باقتياد المعتدين في اتجاه المصلحة المختصة للقيام بكل الإجراءات والتدابير القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات في انتظار إحالتهم على القضاء ليقول كلمته. ونقل السياح الثلاثة على الفور إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني حيث تكلف فريق طبي بالإشراف على تقديم كل الإسعافات الضرورية لهؤلاء السياح، وظلوا تحت المراقبة والعناية الفائقة لفريق طبي متخصص بهدف التعجيل باستشفائهم، وتقديم كل أشكال الدعم لهم. وخلف هذا الاعتداء الوحشي موجة من ردود الفعل الساخطة والمنددة والمستنكرة له من طرف العديد من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة العتيقة والتجار وأصحاب المحلات التجارية والخدماتية بالمدينة العتيقة، حيث طالبت هذه الجمعيات بتكثيف التواجد الأمني بالمدينة العتيقة تفاديا لتكرار مثل هذا "السلوك الطائش". إلى ذلك أفادت المصادر أن نائب السفير الألماني بالرباط، قام زوال يوم السبت الماضي بزيارة للسياح الثلاثة بالمستشفى واطمأن على الحالة الصحية لضحايا هذا الاعتداء الهمجي، وتفقد وضعيتهم وحالتهم بالمستشفى حيث تلقى الديبلوماسي الألماني تطمينات من الطاقم الطبي تؤكد تحسن واستقرار الوضع الصحي لمواطنيه، وأطلعه على الرعاية الخاصة التي تلقوها سواء داخل المستشفى من طرف القائمين على تقديم العلاجات لهم أو من طرف المواطنين الذي تواجدوا في مكان الاعتداء. وأفادت المصادر أن مصالح السفارة الألمانية قررت نقل فردين من الضحايا إلى العاصمة الرباط، لمزيد من تقديم الدعم والعون لهما قبل إعادتهما إلى بلدهما، فيما قرر الفريق الطبي بحسب ذات المصادر ذاتها الإبقاء على الشخص الثالث تحت مراقبته إلى حين التأكد والاطمئنان بشكل نهائي على وضعه الصحي، وذلك تفاديا لأي مضاعفات محتملة خصوصا على مستوى الرجل التي تعرضت لطعنات بالسلاح الأبيض على مستوى الركبة. محمد المتقي