لم يتمالك رضوان مشاعره وأحاسيسه وهو يشاهد بأم عينه سقوط ونفوق اغنامه تباعا بمعدل خروفين او نعجتين كل يوم. وهو الامر الذي اربك حساباته وولد لديه احساس ب"الحكرة" " والشمتة" فكانت دموعه سلاحه الوحيد للتخفيف من حزنه وازمته التي ابتدات منذ ازيد من عشرة ايام، عندما تفاجا ذات صباح وهو يزور اغنامه للاطمنان عليها ،وجود احدى الخرفان في حالة صحية مزرية، سليان على مستوى الانف والفم، تبعه اصفرار في العينين،ثم انهيار حاد،اختتم بنفوقه في الحين. نفس الشيء حصل لبقية الاغنام في اليوم الموالي والتي وصلت الى ازيد من 30 راسا. حالة رضوان لم تكن هي الوحيدة،فقد عرفت الدواوير التابعة لاقليم سطات نفوق العديد من الاغنام ،يرجح ان تكون قد اصيبت بمرض اللسان الازرق. تعامل الفلاحين مع هذه الظاهرة لم يخلو من خطورة بالغة،في ظل غياب توعية حقيقية من طرف القطاع المختص،بحيث يقوم المتضررون بجمع الاغنام النافقة وحرقها من دون اية وقاية.ومنهم من يتركها في الخلاء تقتات من لحمها الكلاب التي غالبا ما تكون لصيقة بالسكان وخاصة الاطفال،مما يتسبب في اصابتهم بامراض خطيرة ومتنوعة ومعدية ويؤدي الى تفشي المرض بينهم.
نفوق عدد كبير من الاغنام وخوفا من العدوى ،دفع بالعديد من الكسابة الى بيعها والتخلي عنها مقابل مبالغ مالية زهيدة،الشيء الذي يؤدي في نهاية المطاف الى تازم وضعيتهم الاقتصادية ،وخاصة الفلاحين البسطاء الذين يعيشون من تربية المواشي. يقول رضوان في تصريح لجريدة الاحداث المغربية" الخرفان لي شريتهم ولي شاطو لي من بعد عيد الكبير،كلهم ماتو.كل صباح كنلقا زوج حتى الثلاثة ميتين،حتىوصلو كثر من ثلاثين.داكشي كيالمني بزاف.بحال الا ضاع ليك شي واحد من العائلة،ربيت عليهم الكبدة.الدوار كامل جاه هاد المرض.الله يحفظ السلامة.الا مدخلاتش الدولة غادي تكون الكارثة".
دوار اولاد مومن بقبائل اولاد سعيد ،حيث يقطن رضوان،تفاقم فيه هذا المرض،بالاضافة الى قبائل اولاد بوزيري ،بني مسكين المعروفة بتربية الاغنام من نوع الصردي المعروفة بجودتها العالية والمعروفة على الصعيد العالمي. في تصريح لجريدة الاحداث المغربية اكد طبيب بيطري ان مرض اللسان الأزرق هو مرض وبائي يصيب الأغنام والأبقار والمجترات عموما, ويسببه فيروس ينتقل عن طريق الحشرات. من عائلة الفيروسات الجرمية ،من نوع arbivirus وتنقله بعوضة licoides sppcu. وتكون نسبة إصابة الأبقار بهذا المرض قليلة جداً مقارنة بالأغنام والمرض فصلي وأكثر ما يشاهد في الصيف ينتقل بالبعوض الماص للدماء أو مفصليات الأرجل فهو ينتقل عن طريق الدم ولا ينتقل بالتماس المباشر تكون نسبة النفوق قليلة عند تقديم العلاج والعناية المناسبة وذلك لأن أكثر حالات النفوق تحدث نتيجة العدوى الثانوية. حسن حليم