لباس أفغاني وحزمة أفكار متزمتة ومسدس رشاش في اليد. هذه تركيبة الشخصية الجديدة التي يتقمصها الممثل المغربي عبدو المسناوي في النسخة الأولى من السلسلة التلفزيونية “كابول كيتشن”. العمل الكوميدي، الذي أخرجه الثنائي الفرنسي جون باتريك بينز وألان مودوي ولعب بطولته جيلبر ميلكي وستيفاني باستيركامب وبنيامين بيلكور، هو واحد من أبرز الإنتاجات التي تدشن بها “كنال بلوس” موسمها التلفزي المرتقب. رجل أعمال فرنسي يسافر إلى كابول بعد سقوط حكم طالبان من أجل الاستثمار. يفتح مطعما كبيرا ويشغل فيه عددا من أبناء العاصمة الأفغانية. غير أنه يواجه سلسلة من المشاكل لم يكن يتوقع أن تعترض طريقه، وتحول رحلة بحثه عن الربح إلى دوامة يومية من المعاناة. وضع أمني غير مستقر. تفجيرات هنا وهناك ينفذها أشخاص تابعون لحركة طالبان. اصطدامات دائمة مع العمال ورواد المطعم على حد سواء. وحرب معلنة من لدن جار متزمت يحمل أفكارا محافظة ويتعاطف ضمنيا مع النظام الأصولي المنهار. هذا الجار لن يكون سوى عبدو المسناوي وقد تلفع بهوية أفغانية وحلّ بكابول من أجل أن يخلق كل ما يقدر عليه من مشاكل للمستثمر الفرنسي الوافد إلى بلد يحاول استعادة نفسه من جحيم حكم أصولي دام. لذلك، فهذا الجار يمثل صورة عن استمرار الفكر الديني المتزمت الذي وصل بحركة طالبان إلى السلطة. وهو فكر لم يزل نشيطا في أفغانستان ويقدم عبر حامليه أشكالا من الدعم للحركة الأصولية المتحالفة بقوة مع تنظيم القاعدة ويهدد بعودتها في أي وقت إلى سدة الحكم. لكن عكس ما توحي به الأحداث في الظاهر اختار المخرجان لبوسا كوميديا لتمرير خطابهما عن أفغانستان كرزاي وعن التشدد الديني في العالم الإسلامي. وهي صيغة للتخفيف من هول الوقائع واعتماد مواقف هزلية لتسليط الأضواء على انسدادات آفاق الحياة في مجتمع منغلق يأكل نفسه بضراوة. لكن دون أن يعني هذا تعطيل آلة الدعاية الغربية وغياب كليشيهاتها المكرسة عن المجتمعات الأخرى. السلسلة ولأسباب أمنية جرى تصويرها هنا بالمغرب وتحديد ببوسكرة نواحي الدارالبيضاء حيث تم إنشاء ديكورات تحيل على مناخات الحياة الاجتماعية الأفغانية وعلى نمط معمار العاصمة كابول. وقد شارك في هذا العمل التلفزي الذي سيدشن موسمه الأول مطلع هذا العام عدد مهم من الممثلين المغاربة مثل أحمد أولاد ومصطفى ياسر وفيصل عزيزي وربيع القاطي في دور شاب أفغاني منبهر بالغرب وبآخر تقليعاته في الموضة ونمط الحياة المتحررة ومع ذلك لا يتورع عن ابتزاز الفرنسي صاحب “كابول كيتشن”. من جهة أخرى سيظهر عبدو المسناوي قريبا بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في الفيلم الروائي الطويل “العجل الذهبي” لحسن الكزولي. دور بطولة مشتركة مع محمد مجد والتونسي سامي بوعجيلة. وموضوع ساخن لا يخلو من إثارة يلقي بالضوء على الفترة الانتقالية في الحكم بالمغرب أواخر الألفية الثانية. الحدث هو سرقة عجل ذهبي من قصر مسؤول كبير في الدولة وتكليف ضابطي مخابرات (مجد والمسناوي) بالتحري وتعقب السارق(بوعجيلة) وإرجاع المسروق إلى مكانه. المفارقات الكوميدية هي العنوان الأبرز للفيلم المدعوم من طرف المركز السينمائي المغربي بقيمة مالية قدرها 500 مليون سنتيم. ففي الوقت الذي يأخذ الهارب ومعاونه خط فرارهما في اتجاه الشمال لبيع العجل المسروق وترك البلاد، يكون المفتشان قد حسما في اختيارهما وحددا سير بحثهما في الاتجاه المعاكس، لتتوالى الأحداث دون أن يلتقيا حت الأنفاس الأخيرة في الفيلم.