تميزت الدورة الثالثة لمهرجان أوروبا- الشرق للفيلم الوثائقي التي نُظمت في الفترة من 14 إلى 17 أكتوبر الجاري بتكريم المخرج المغربي أحمد المعنوني في حفل الافتتاح الذي احتضنته مكتبة الأمير بندر بن سلطان، والذي نشطت فقراته الإعلامية إيمان أغوثان التي تعد وتقدم برنامج "بدون حرج" بقناة "ميدي 1 تي في". وبعد كلمة كل من توفيق لوزاري نائب رئيس مجلس جماعة أصيلة، وعبد الله أبو عوض رئيس الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية المنظمة للمهرجان، وصهيب الوساني مدير المهرجان، وعبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج الشريك في تنظيم المهرجان، تم عرض شريطين قصيرين عن أحمد المعنوني، الأول كان عبارة عن روبورتاج تم فيه رصد بعض ملامح التجربة السينمائية للمُحتفى به في مجال الفيلم الوثائقي وتخللته بعض الشهادات في حقه، أما الثاني فقد ظهر فيه المخرج الأمريكي الشهير مارتن سكورسيزي وهو يتحدث عن الجوانب التي أثارته في فيلم "الحال" الذي أخرجه أحمد المعنوني حول مجموعة ناس الغيوان، والتي جعلته يحظى بإعجابه، وبالخصوص الطابع الموسيقي الذي أحدث انبعاثا فنيا جديدا في مجال الأغنية الشعبية الشبابية. ويرجع الفضل لمارتن سكورسيزي في ترميم شريط هذا الفيلم، وعرضه سنة 2007 على هامش مهرجان "كان" السينمائي في فقرة السينما الكلاسيكية. وقد تسلم أحمد المعنوني درع التكريم من يد الصحافي والسيناريست عبد الله الدامون، الذي أشرف على انتقاء الأفلام الوثائقية المُشاركة في المسابقة الرسمية، ضمن لجنة مُشاهدة تكونت أيضا من الإعلامي عبد الصادق بن عيسى من إذاعة ميدي 1، ومخرج الأفلام الوثائقية المغربي إدريس الريفي التمسماني. حفل الافتتاح تميز أيضا بالاحتفاء بدولة بولندا (بولونيا) التي اختارها المنظمون ضيف شرف مهرجان هذه السنة، وقد مثلها السفير البولندي في المغرب الذي ألقى كلمة بهذه المناسبة، عبر فيها عن أواصر الصداقة والتعاون التي تربط بين البلدين، وشكر فيها المنظمين على هذا التكريم، كما تم الاحتفاء في الأمسية نفسها بالكاتب والمخرج الأردني عباس أرناؤوط المتخصص في الإخراج الدرامي والوثائقي، والذي يشتغل في قناة الجزيرة، وهو مؤسس مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية الدولي، ويعمل مديرا لهذا المهرجان. دورة هذه السنة حظيت بدعم كل من مؤسسة منتدى أصيلة والمركز السينمائي المغربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج والجزيرة الوثائقية وبلدية أصيلة والجماعة الحضرية لطنجة ووكالة إنعاش وتنمية الشمال ومجلس جهة طنجةتطوان. عشرة أفلام في المسابقة الرسمية لجنة المُشاهدة اختارت عشرة أفلام وثائقية للتنافس على جوائز المهرجان هي : 1- الجهة اليسرى من الوجه من بولندا للمخرج مارسين بوتكويكس وقد عُرض في نهاية حفل الافتتاح. 2- الملجأ من سويسرا للمخرج فيرناند ميغر. 3- عداؤو المسافات الطويلة من إسبانيا للمخرجة إيزابيل فيرنانديز. 4- الإضراب عن الطعام من فلسكين للمخرج أشرف مشهراوي الذي لم يتسن له القدوم إلى أصيلة بسبب المنع الذي تعرض له من سلطات إسرائيل. 5- جزيرة 1000 كمان وهو عمل مشترك بين فرنسا والمملكة المتحدة ومن أخراج مارك كيدل. 6- الأمير عبد القادر من تونس للمخرج أكرم عدواني. 7- أجي بي، نساء على مدار الساعة من المغرب للمخرجة رجاء الصديقي وهو أول عمل وثائقي لها. 8- الذهب الأحمر من فرنسا للمخرج فيليب بارون. 9- مارسيدس من لبنان للمخرج هادي زكاك. 10ت ياسين ذهب إلى سوريا وهو عمل مشترك بين المغرب وهولندا من إخراج ياسين الإدريسي. وزيادة على أفلام المسابقة الرسمية، برمج المنظمون وهي : الحال للمخرج أحمد المعنوني، ليام أليام للمخرج نفسه، الشاطئ الأخر من إسبانيا للمخرج خوليو أسكراطي، لون التضحية من بلجيكا للمخرج مراد بوسيف، فرسان مالطا من المغرب للمخرج المغربي إدريس الريفي التمسماني. ندوات وورشات المهرجان شهدت فعاليات المهرجان مجموعة من الأنشطة الموازية والورشات واللقاءات المفتوحة والندوات، بهدف خلق نوع من الحوار بين ضيوف المهرجان والجمهور، وترسيخ أسس ممارسة فنية وثقافية جدية، منفتحة على الإبداع السينمائي الوثائقي الذي يهدف إلى الارتقاء بثقافة الصورة. أولى الندوات التي تمت برمجتها كانت حول موضوع "الأرشيف في الفيلم الوثائقي" شارك فيها كل المخرج المغربي رشيد القاسمي، والباحث في سيميائية الصورة أحمد القاسمي من تونس، والمخرجة الفرنسية ميرابيل فرفيل، والباحثة والناشرة الإسبانية لويزا مورا بياريخو. كما تم تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "إنتاج وتسويق الفيلم الوثائقي" بمشاركة المخرج المغربي جمال السويسي، والإعلامي المغربي رضا بنجلون، والمخرج المغربي محمد زين الدين، وآني غونزاليس من اسبانيا، ثم جمال الدلالي من قطر. وكان مقررا أيضا درس في السينما "ماستر كلاس" للمخرج أحمد المعنوني الذي حظي بالتكريم في حفل الافتتاح. أما بخصوص الأنشطة الموازية، فقد شهدت هذه الدورة حفل لتوقيع كتاب "نظرة حول المسرح بالمغرب في عهد الحماية" وهو من تأليف الجمعية للمخرج والمنتج والمخرج المغربي جمال السويسي، إضافة إلى عقد ورشات، وعرض فيلم "الطفل المبدع"، ولقاء مفتوح مع الرحالة المغربي محمد خموش مع معرض فوتوغرافي له، ومعرض للفنون التشكيلية من توقيع مريم جميل.
وشهد المهرجان أيضا مختبرا خاصا بالفيلم الوثائقي، لاختيار مشاريع أفلام وثائقية قيد التطوير والإنتاج، برعاية شركة "سكاي ميديا"، و"طنجرين سينما سرفيس". "الملجأ" السويسري يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان تميز حفل اختتام المهرجان بحضور مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي ألقى بالمناسبة كلمة ذكر فيها أن مشهد مهرجانات الأفلام الوثائقية بالمغرب سيتعزز بمهرجان جديد خاص بالثقافة الحسانية في صحرائنا المغربية، كما شهدت أمسية الاختتام تكريم تكريم الإعلامية المغربية خديجة رشوق التي أنتجت لفائدة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عددا كبيرا من الأعمال الوثائقية، من بينها سلسلة تحت عنوان "تيفاوين" تعنى بالثقافة الأمازيغية، وأيضا تكريم مركز الجزيرة للتدريب والتطوير، وكذا الرحالة المغربي محمد خموش، الذي تم تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية التي التقطها خلال رحلاته الوثائقية في مجموعة من بلدان العالم، وهو المعرض الذي تم افتتاحه في اليوم الثاني من المهرجان إلى جانب معرض تشكيلي للفنانة مريم جميل. وقد أسفرت نتائج المسابقة الرسمية التي أعلت عنها لجنة التحكيم في حفل الاختتام الذي احتضنته مكتبة الأمير بندر بن سلطان بأصيلة مساء السبت الماضي عن فوز الفيلم السويسري "الملجأ" الذي أخرجه فرناند ميلغيار بالجائزة الكبرى، التي تكلف بتسليمها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في غياب المخرج الذي تعذر عليه الحضور، وبعث برسالة مصورة للمهرجان تحدث فيها عن علاقته بالشمال المغربي، موضحا أن له ارتباطا وجدانيا خاصا بمدينة طنجة التي وُلد فيها. أما جائزة السيناريو فقد عادت لفيلم "عداؤو المسافات الطويلة" للمخرجة الإسبانية إيزابيل فيرنانديز، وحازت المغربية رجاء الصديقي عن فيلمها "أجي بي نساء على مدار الساعة" جائزة الإخراج، بينما حصل المخرج اللبناني هادي زكاك عن فيلمه "مارسيدس" على جائزة استثنائية سمتها لجنة التحكيم جائزة التفرد. وقد منحت قناة الجزيرة الوثائقية جائزة خاصة باسمها لكونها شريكا في تنظيم المهرجان، وعادت هذه الجائزة للفيلم ا المغربي "أجي بي – نساء على مدار الساعة"، وقد حسمت في تتويج هذا الفيلم لجنة تتكون من المخرج التونسي جمال دلالي مدير الانتاج بقناة الجزيرة الوثائقية، والأستاذ الجامعي المغربي المتخصص في مجال الصورة عبد الرحيم الإدريسي. أحمد الدافري